قبول الأمر الواقع والعيش معه وعدم تغيير الواقع الاجتماعي يُعشعش في عقول الكثير من الناس، ومردّه الرضا بواقعهم مع أنه يمكن تغييره إلى الأفضل. هناك مقولة قديمة لكنها تعيش بيننا وهي: (تغيير الحال من المحال) هذه المقولة وغيرها مغروسة في أذهان الكثير والكثير من الناس وبكافة طبقات المجتمع. نحن في زمن أصبح المال هو المحرك لمشاعر الكثير من الناس ، ومجتمعنا كغيره من المجتمعات يفتقد ثقافة تغيير الواقع والرضا بما غُرِس في ذهنه. من صور الواقع الذي يجب تغييره غياب ثقافة الحوار، حيث نجد أساليب العنف والتسلط تتفشى داخل الأسر من قبل الأبوين أو أحدهما، وعلي الأبناء السمع والطاعة وعدم الحوار وترديد (ابشر) مع عدم القناعة. كذلك اختيار الجامعة والكلية من قِبل الوالد وعدم مراعاته رغبة الابن أو البنت والنتيجة ضياع سنة أو أكثر متنقلاً أو متنقلة بين الكليات. وصورة ثالثه راسخة ومحفورة في جدار الكثير من الناس موضوع الزواج بين الناس، فهناك مسميات وأعراف غير إسلامية لكنها خط أحمر، القليل والقليل من الناس من يتجاوزه، هذا هو واقع الحال. من المواقف الصعبة التي تواجه الإنسان قبوله بمبدأ هذا واقع الحال، خصوصا حين يكون غير مُقتنع بما هو عليه وليس هناك خيار سوى التأقلم والقبول. هل هذه سنة الحياة أم سنة الإنسان المُتمسّك بالحال؟ هناك قاعدة 90/10 هي قاعدة اجتماعية للكاتب ستفن كوفي 10% من أحداث حياتك خارجة عن إراداتك و90% من أحداث حياتك تعتمد على ردود أفعالك. بمعني أن 10% لا إرادة لنا أو سيطرة عليه. نحن لا نستطيع أن نمنع على سبيل المثال: - «تعطل السيارة» أو «تأخر الطائرة» من وصولها في الموعد المحدد وما يترتب على ذلك من إرباك لبرامجنا. ولكن نحن من يتحكم في تحديد 90% الأخرى كيف يكون ذلك؟ الجواب: بردود أفعالنا المترتبة على الأحداث. مرة أخرى من واقعنا منظر وقوف سيارات المصلين العشوائي عند المساجد خصوصا يوم الجمعة، إنه منظر من واقعنا الذي يصعب تغييره ما لم يُغيّر. وسائل التواصل الاجتماعي بكل أشكالها وألوانها أظهرت واقع شريحة كبيرة من المجتمع أكان هذا واقعا وظهر على السطح حين سنحتْ له الفرصة وأي واقع إنه واقع استفزازي. ولا ننسي التعصب الرياضي وتلك الألفاظ النابية من هنا وهناك، أهذا هو واقع المشجع السعودي أم إنها أزمة تشجيع رياضي؟ في مجتمعنا تناقضات كثيرة تتمثل في الممارسات والسلوكيات الاجتماعية والثقافية والفكرية، وهناك أمثلة كثيرة تستطيع التعرف عليها إنها تحُوم حولك. متى نُفكّر حين نقول هذا واقع الحال؟ متى نستعمل المُنخل في معرفة ما واقع وما هو غير واقع فالمجتمع يقف على جبل من هذا واقع الحال. أخيراُ يقول علماء النفس، عندما تطلق لخيالك العنان كي ترسم الصورة التي تحبها في حياتك، فإنك بذلك تستخدم قوة التفكير الإيجابي في تغيير واقعك الذي لا تريده. فالتفكير الإيجابي بالواقع الاجتماعي الذي تمارسه في حياتك طريق سهل وممهد للابتعاد عن التفكير السلبي بذلك الواقع الذي تمارسه. جهات كثيرة لها دور إيجابي في تغيير الواقع الخاطئ الذي تعيشه شريحة كبيرة من المجتمع، من تلك الجهات رعاية الشباب وإدارات المرور وإدارات البلديات، وزارة الثقافة والإعلام وزارة التربية والتعليم وإدارة المساجد. على تلك الجهات مضاعفة الجهود ووضع الخطط في تغيير واقع المجتمع، ولنْ يحدث ذلك بين يوم وليلة لكن البداية الإيجابية تصل بالمجتمع إلى واقع مميز.