إن لم يكن غير ما سبقه من مؤتمرات، على مستوى الإعداد والتحضير، والمشاركة، والإدارة، والأهداف المخرجات...! وإن لم يكن محطة ووقفة للمراجعة والتقويم، والسعي الجاد والحثيث، لاستعادة حركة (فتح) لروحها، ودورها في قيادة المشروع الوطني الفلسطيني، والتعبير عن صورتها الحقيقية، في استمرار النضال على هدي من مبادئها وأهدافها، كما رسمتها الطليعة النضالية الأولى، وعمدتها بالجد والجهد والجهاد والاستشهاد...! وإن لم يكن معبراً عن أماني وتطلعات مناضلي حركة (فتح)، وقواعدها الشعبية، وأنصارها، وأماني وتطلعات شعبنا الفلسطيني في الوطن وفي الشتات، وعن أماني وتطلعات أمتنا العربية، في مواجهة الصهيونية والاستعمار، ومواصلة مسيرة النضال، كي يتمكن شعبنا من ممارسة حقه في العودة إلى وطنه وتقرير المصير، والحرية والاستقلال، وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف...! وإن لم يكن مؤتمر (فتح) القادم يسعى إلى تكريس وحدة حركة (فتح)، وإزالة العوالق والأدران التي تغلغلت في جسم الحركة، وشلت فاعليتها الوطنية والجماهيرية، وشوهت صورتها النضالية الوضاءة...! وإن لم يكن مؤتمر (فتح) هو المقدمة لإعادة الروح، والفاعلية لأطر منظمة التحرير الفلسطينية، كي تأخذ دورها المسلوب في قيادة العمل الوطني وعلى المستويات كافة، كإطار جبهوري تمثيلي، يمثل الشعب الفلسطيني بأطيافه السياسية كافة، وكل أماكن وجوده في الوطن وفي الشتات...! وإن لم يؤكد مؤتمر حركة (فتح)، أن (فتح) جوهرها هو حركة تحرر وطني، وأن مهام التحرر الوطني الفلسطيني لا زالت مستمرة وسائرة في نهج وطريق استكمال مهامها الوطنية التحررية، وأنها ليست مجرد حركة سياسية، أو حزب سياسي ينافس على الفوز في إدارة سلطة حكم ذاتي، تحت الاحتلال، منزوعة الصلاحيات، خاضعة لابتزازات الاحتلال غير المتناهية...! إن عقد مؤتمر لحركة (فتح) لا تتوفر في الشروط والأهداف والغايات المنوه عنها أعلاه، سيكون مؤتمراً كارثياً على حركة (فتح)، وسيمثل نكسة كبرى للحركة الوطنية الفلسطينية بأطيافها كافة، وسيكون انعكاسه وخيماً على المشروع الوطني الفلسطيني برمته، ولكننا نأمل ونتمنى على الإخوة القائمين على التحضير والإعداد للمؤتمر، أن يراعوا ذلك، وأن يسعوا لتحقيق الغايات النبيلة للحركة في الإعداد والتحضير، سواء على مستوى المشاركة والإدارة، والأهداف والغايات السامية والمخرجات التي تحقق أمل مناضلي (فتح)، ومناضلي سعبنا الفلسطيني، وأن تثبت (فتح) أنها على مستوى المهمة والتحدي، وعند مستوى حسن ظن شعبنا وأمتنا المجيدة بها، كما هي كانت دائماً.