إنَّ من المستغرب خلال الموسم السابق قيام العديد من إدارات أندية دوري عبداللطيف جميل للمحترفين باتخاذ قرار تغيير المدربين بالرغم من نتائجها المختلفة خلال الموسم الماضي، ومع اختلاف الأسباب التي تقف وراء ذلك القرار بكل نادٍ إلا أن تلك الإدارات اتفقت على ضرورة تغيير المدرب بالرغم من تحقيق بعضها لبطولات. ونظرا لمقدار المسؤولية التي تناط به فغالبا ما يحمل المدرب نتائج الفشل في تحقيق البطولات ويقع على عاتقه اللوم في خسارة فريقه بصورة مباشرة من الجميع حتى ولو كان سجله السابق حافلاً بالإنجازات أو أن تاريخه مليء بالبطولات، ومع أن الكرة لابد لها من رابح وخاسر بلا جدال إلا أن العديد من إدارات الأندية ما تلجأ إلى تغيير المدرب لأسباب أخرى قد تكون غير ظاهرة للجماهير.. لأن فريق كرة القدم منظومة واحدة متكاملة، فلابد أن يكون التوافق هو الأساس بها، وعليه لا يمكن لأي إدارة ناجحة أن تتخذ قرار تغيير المدرب لمجرد إخفاق واحد بل قد يصاحب ذلك الإخفاق مشاركة العديد من الأسباب الأخرى له إلا أن المدرب هو وحده ما يدفع الثمن. ولكن ما شاهدناه خلال هذا الموسم يكاد يكون هو الأول من نوعه والذي تحدث به ظاهرة تغيير المدربين من عدة أندية محترفة في توقيت واحد بالرغم من اختلاف نتائجها، فبطل الدوري نادي النصر ووصيفه نادي الهلال وكذلك بطل كأس خادم الحرمين الشرفين نادي الشباب وكذلك النادي الأهلي وما إلى ذلك من أندية قامت باتخاذ قرار تغيير المدرب. وبالرغم من نجاح الكثير منهم في قيادة دفة الفريق إلى منصات التتويج خلال الموسم الماضي إلا أن تلك النتائج لم تكن مقنعة بصورة قاطعة لإدارات تلك الأندية وهذا بدوره يدعوا إلى التعجب بصورة كبيرة، إذاً ما الأسباب التي تدعو نادياً حقق نتائج مميزة وبطولة إلى تغيير مدربه؟!. وسواء كان القرار نابعاً من رؤية الإدارة أو صادراً كرغبة من قبل المدرب نفسه إلا أن استمرار هذه الظاهرة وانتشارها يدعو للقلق على المستوى العام واستمرار جودة الأداء والاستقرار بين اللاعبين، فتغيير المدرب كل موسم أو موسمين وإختلاف طريقة المدرب الجديد وأسلوبه وكذلك طاقمه الفني المساعد سيؤثر بكل تأكيد على انسجام اللاعبين فيما بينهم وبين المدرب وطاقمه، بل قد يدعو اللاعبين إلى عدم الارتياح وبالتالي سيبدأ البعض منهم في البحث عن أندية بديلة للانتقال لها. ويمكننا القول إن تغيير المدرب لابد له من تأثير بصورة مباشرة أو غير مباشرة والدلائل على ذلك كثيرة بل إن بعض الاندية دخلت في دوامة طويلة نسبيا من تبديل المدربين إلى أن إستقرت على مدرب استطاع أن يقود الفريق ويحقق الانسجام بين اللاعبين والإدارة وبالتالي يقود الفريق إلى النجاح، كذلك فإن نهج تغيير المدرب لمجرد خطأ واحد أو إخفاق في موسم ليعتبر دليل على قلة الاحترافية في العمل وتسرع في اتخاذ القرار. فالإدارة الفعالة هي الإدارة القادرة على صنع الأبطال ومنحهم الفرصة والوقت الكافي خصوصاً في مجال متغير الظروف ومتعدد العوامل كفريق كرة القدم، فهناك العديد من التجارب العالمية والمحلية كذلك لمدربين شباب بدأوا في التدريب وأصبحوا مدربين يشار إليهم كعملاقة في التدريب، فاكتساب الخبرة لن يتم بين يوم وليلة بل حتى لو تم الاستعانة بأي مدرب لابد من منحه الفرصة والوقت المناسب لكي يبني به فريقه ويكسب ثقته ولعل هذا ما يحتاجه أي قائد، فمدرب الفريق هو قائده وموجهه ومثله الذي يحتذي به جميع اللاعبين إذ لابد للمدرب أن يشعر بالأمن والاستقرار وبالتالي سيتمكن من عكس ذلك الشعور على جميع أعضاء فريقه من لاعبين وفنيين وسيتمكن من تحقيق النتائج التي يطمح لها كل من الإدارة والجماهير على السواء.