اطلعت على المنشور في عدد الجزيرة 15164 تحت عنوان (خريطة أخرى للجامعات الجديدة) للدكتور عبد العزيز الجار الله في أعقاب صدور الموافقة السامية بإنشاء ثلاث جامعات في محافظات: حفر الباطن، بيشة، جدة، وبذلك يصبح أمامنا خارطة جديدة للجامعات الحكومية، وقد عزا الكاتب مبررات التوسع الجامعي إلى التغيرات في الكثافات السكانية بالمناطق خلال السنوات الأخيرة لصالح مدن رئيسية ومحافظات كبيرة. وحقيقة أنه أجاد في طرحه، كيف وهو أكاديمي يعايش عن قرب هموم التعليم العالي وسبر أغواره المستقبلية وفي ظل ما تعيشه المملكة من نقلات استثنائية تطويرية شاملة لمختلف الجوانب والاتجاهات أقحمت الزمن في تسابقها معه بفضل الله ثم جهود واهتمامات رائد النهضات والتطورات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز من خلال ضخ المشاريع المهولة وتوفير البنود المالية السخية لأجل تحقيق الراحة والرفاهية للمواطن الذي اعتبره - يحفظه الله - شغله الشاغل وهاجسه الأول وهمه الأوحد يترجم ذلك كلماته الأبوية الكريمة المعبرة عن مدى عمق محبته لأبناء شعبه حين قال مخاطباً وزراءه: البنود متوفرة وليس لأحد عذراً بالتقصير في خدمة المواطن. أمد الله في عمر مليكنا ومتعه بموفور الصحة والعافية. ولاشك أن هناك تعليمات تنظيمية شأنها حراسة الحقوق اتساقاً مع الأولويات في أحقية الاحتياج وفق الإحصاءات السكانية التي تعتمد عليها الخطط التنموية من خلال الدعم السخي المتواصل والحراك التطويري المتسارع الذي يشهده وطننا المعطاء في كافة أرجائه. ولعله مناسب أن يكون لنا شيء من الإيماءات مع التعليم العالي والشؤون الاجتماعية حول بعض الاحتياجات الملحة لمحافظة الدوادمي التي اكتسحت أرقام الإحصاءات السكانية والطلابية لتتبوأ الرقم الثاني على مستوى محافظات منطقة الرياض بحكم اتساعها والإقبال الاستيطاني المستمر، ونوجزها بما يلي فنقول: جميل لوزارة التعليم العالي إنشاء جامعة في محافظة ذات (أربع كليات)، إلا أنه ليس جميلاً حرمان (9) كليات في (محافظة الدوادمي) بسبب تعرقل إنشاء (جامعة) لها، رغم أن مشروع إنشاء المدينة الجامعية قائم حالياً، فضلاً عن أن معالي مدير جامعة شقراء الحالي زف البشرى أمام الأهالي باعتماد مشروع المستشفى الجامعي، ومع هذا كله لا تزال تلك الكليات الكثر تشد رحالها إلى جامعة تعذرت إحصائياتها الطلابية أن تصل إلى نصف عدد كليات الدوادمي، مفتقدة بذلك دفء حنان جامعتها ورعايتها الإشرافية المباشرة بسبب تلك التبعية، ما أدى أيضاً إلى ترتيب الشقة والشطط!!، علماً أنه في حال ولادة (جامعة الدوادمي) المتعسرة، فإنها حتماً سترفع العناء باختزال المسافات المتباعدة على كليات محافظتي القويعية وعفيف اللاتي على ذات المسار. وجميل لوزارة الشؤون الاجتماعية إنشاء مراكز تأهيل شامل في أي محافظة، إلا أنه ليس جميلاً أن تعاني (عوائل) ما يربو عن (1500) حالة من ذوي الإعاقات الجسدية في (محافظة الدوادمي) من تردد ذويهم على مركز التأهيل بشقراء. ألا تستحق إحصائياتها المرتفعة إنشاء مركز للتأهيل الشامل لإيوائهم ورعايتهم قرب أهليهم، انطلاقاً من حرص واهتمامات وتوجيهات ودعم حكومتنا الراشدة الرشيدة - وفقها الله - من أجل توفير كل ما من شأنه خدمة وراحة المواطن. وجميل لوزارة الشؤون الاجتماعية افتتاح مراكز تنمية اجتماعية بالمحافظات لتحتوي جمعيات البر الخيرية التابعة لها، ولكنه غير جميل حرمان (محافظة الدوادمي) من افتتاح مركز اجتماعي ليلتم شمل ما يربو عن (20) جمعية بر خيرية جرى تشتيت تبعياتها لمراكز التنمية الاجتماعية في شقراء وعفيف والقويعية!!، فهل يسوغ للوزارة بعثرة تبعية ذلك العدد المرتفع من الجمعيات الخيرية، ثم أليست هذه قسمة ضيزى في حق محافظة تعد الأكثر سكناً وسكاناً على مستوى محافظات المنطقة بعد محافظة الخرج؟ فالمأمول من تلكما الوزارتين التأمل في احتياج هذه المحافظة الكبيرة وإعادة ترتيب الأوراق مجدداً بما يحق الحق ويخدم الصالح العام.