ذئب.. ذئب.. أغيثوني.. أنجدوني.. الذئب سيأكلني ويلتهم غنمكم!! أسرع أهل القرية إلى نجدته, لكنهم لم يجدوا أثراً للذئب, فعادوا من حيث أتوا, وقد ساءهم مقلب ذلك الراعي الذي خيب ظنهم. وفي يوم ظهر الذئب حقيقة، وهاجم الراعي والغنم، وانطلق الراعي يستنجد ويستغيث، وسمعه أهل القرية، إلا أن أحداً منهم لم يحرك ساكناً، ولم يذهبوا لنجدته؛ فقد ظنوا أنه كان يمازحهم كعادته. وأكل الذئب من غنم الراعي حتى شبع؛ لأن لن يصدقه أحد حتى ولو صدق!! كلنا في طفولتنا كنا نتعلم قيمة الصدق من خلال هذه القصة لراعي الأغنام مع الذئب. كبرنا، وتعلقت قلوبنا بعشق المستديرة كرة القدم، ووجدنا في ملاعبنا «الذئب» سامي الجابر!! هذا الذئب الأزرق كان يفترس شباك الخصوم, وأي ذئب كان ك»سامي» لا يغريه «الأغنام» فكان لا يشبع بطنه إلا «غنيمة» البطولات!! توقف «الذئب» عن الركض في الملاعب, وشعر بالجوع مرة أخرى، فقال أريد أن أفترس البطولات مرة أخرى، فقال له «راعي الهلال» هل تريد أن تكون مدرباً؟؟!! سال لعاب «الذئب»، وشعر بأنها فرصة لا تعوض؛ لكي يفترس البطولات. تمر الأيام، وتتكشف الحقيقة ما بين «راعي الهلال» و»الذئب». في بداية الموسم كان المدرب سامي يظن أن «راعي الهلال» صديقه، فأخرج أنيابه للخصوم.. لكن الحقيقة: إذا رأيت نيوب الليث بارزة فلا تظنن أن الليث يبتسم تأتي نهاية الموسم، وتتكشف للجماهير الحقيقة، أن «راعي الهلال» لا يختلف عن «راعي الأغنام» في قصة الذئب؟؟!! كان بين فترة وأخرى «راعي الهلال» يصيح بصوت عال: ذئب.. ذئب.. الذئب سامي سيبقى مدرباً إلى نهاية عقده!! صدقه الذئب الأزرق، وقال: أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها ويختصم نام سامي الجابر «ذئب الهلال»، وكان يحلم بأن تكون البطولة الآسيوية أول فريسة سيأكلها. وسط كل هذه الأحلام استيقظ «الذئب» على صوت «راعي الهلال» ليقول له: ارحل... ارحل!!. قرار قطع قميص الهلال، ولطخه، فقال «راعي الهلال» في اجتماع أعضاء الشرف: إن «الذئب» هو من جرح الهلال فغاب عن البطولات، وهذا «الدم» برهان ما أقول؟؟!! لا... لا يا «راعي الهلال»، أنت تعرف: براءة الذئب من دم يوسف!! يعيش الهلال اليوم في أزمة تناحر بين الإدارة وأعضاء الشرف. على جماهير الهلال اليوم مسؤولية كبرى لتفتش عن حقيقة «الدم» في قميص الزعيم، هل مصدره «الذئب سامي» أم «راعي الهلال»؟؟!! لا يبقى إلا أن أقول: «راعي الهلال» يعبث بتاريخ الزعيم، ويلطخ منجزاته، فهل يستحق راعٍ كهذا أن يبقى لسنوات قادمة؟؟!! - هنا يتوقف نبض قلمي، وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل أربعاء وأنت - كما أنت - جميل بروحك. وشكراً لك.