ليختنشتاين دولة أوروبية غير ساحلية أي لا يجاورها بحر ولا محيط، تقع بين النمسا وسويسرا. إنها رابع أصغر دولة في أوروبا، فأما أصغرها فهي الفاتيكان ثم ثاني أصغر دولة أوروبية هي موناكو ثم سان مارينو ثم ليختنشتاين. هايتي دولة تقع في البحر الكاريبي الذي يعبّئ ما بين القارّتين الأمريكيتين، شعبها يتحدّر من أصور أفريقية، أشهر ما عُرِفَت به حديثاً الزلزال الهائل الذي أصابها عام 1431ه وقتل عشرات الآلاف من الناس. ظاهرياً لا يوجد ما يجمع بين الدولتين، فكل واحدة في قارة وتختلفان في العِرْق والتاريخ واللغة وكل شيء، ما عدا أن كلا الشعبين يدينان بالدين الكاثوليكي. لكن هناك شيء يجمع بينهما، مصادفة، ألا وهي العَلَم. شاركت الدولتان في الألعاب الأوليمبية عام 1936م مع بقية الأُمَم، ولما أتى وقت المنافسة في الألعاب الأوليمبية وأتى الرياضيون تحت أعلام دُوَلهم لاحظ الجميع شيئاً غريباً: كان لكلا الدولتين نفس العَلَم! وكان أول من تفاجأ بهذا هم أهل هاتين الدولتين. عجيب! كيف هذا؟ الذي حصل أن ليختنشتاين صمّمت عَلَمها عام 1921م وكان تصميماً بسيطاً عبارة عن خط أزرق وأسفله خط أحمر، وأما هايتي فكانت تستخدم نفس التصميم لكنها سَبَقَت ليختنشتاين بكثير وكان هذا عَلَم هايتي منذ عام 1806م. لما رأى الاثنان هذا التطابق في الشكل بين العلمين وما يمكن أن يؤدي له من تشويش ومشاكل أضاف كل منهما الشعار الوطني إلى العلم، وهكذا انحلت المشكلة. هناك الكثير من مثل ذلك، ومن يسمع هذه القصص يظن أن ندرته شديدة ولا يكاد يُسمَع بها، لكن الحياة تُفاجئنا من وقتٍ لآخر، فمن غرائب المصادفات أنه غرقت ثلاث سفن قبالة سواحل ويلز (وهي جزء من المملكة المتحدة)، كلها غرقت في 5 ديسمبر لكن ليس في نفس اليوم بل على مدى 200 سنة، وكل الثلاثة لم ينجُ منها إلا راكب واحد وغرق الباقون، وتكتمل المصادفة بأن نعرف أن الناجين الثلاثة كان لهم نفس الاسم: هيو ويليامز! وإحدى أعجب المصادفات شيء عجيب جداً ما حصل في عام 1974م في مدينة اسمها هاميلتون في جزر برمودا، فكان فتى عمره 17 سنة اسمه إيركسين يقود دراجة نارية، وفجأة في أحد التقاطعات اصطدم بسيارة أجرة وقُتِل في الحادث. بعدها بفترة قُتِل أخوه نيفيل في حادث مع سيارة أجرة أيضاً. غريب أليس كذلك؟ لكن ليس هنا تنتهي المصادفة، فالأخ الآخر كان عمره 17 سنة أيضاً، ومات بعدها بسنة بالضبط، وكان يقود نفس دراجة أخيه، وكان الذي اصطدم به وقتله نفس سائق الأجرة الذي صدم أخاه قبلها بسنة، ووقع الحادث في نفس التقاطع، وكان سائق الأجرة يحمل نفس الراكب الذي حمله قبل سنة لما اصطدم بالأخ الأول! هذا هو .. هذا عالم المصادفات، فيه أشياء تعجز عنها المخيلة، وبعض أحداثه لو أتت في القصص الخيالية لقيل: لا يُعقَل هذا، اجعلوا القصة أكثر واقعية!