لم يمر مساء الخميس الماضي عادياً على الشبابيين الأوفياء.. كان هذا اليوم، وهو يلفظ أنفاسه مع ساعات الصباح الأولى ليوم الجمعة كئيباً على غير المعتاد.. بل لن أبالغ لو قلت إنه كان أشبه لليوث بالحداد.. فلذلك لم أجد أبلغ من وصف أحدهم لتلك الليلة لأستعيره عندما وصفها: أنها ليلة بكى فيها الشبابيون!. نعم لم ولن ينسى أي شبابي ما قدمه الأستاذ خالد البلطان طوال ثمانية أعوام.. بدأ كتابة صفحات روايته مع الليث بقوله: من فاوضَ شبابياً فاوضت فريقه بأكمله.. وأمضى آخر ورقة بالرواية قبل استقالته بحديثه: لن أغادر النادي وعليه من الديون هللة.. فهل هناك أفخم من هكذا كاتب؟! حارب في سنوات.. جبهات وجبهات.. أساطيل من الأعلام وأكوام صفحات.. وفرق ومدرجات.. لم ينثن يوماً أو يستكين رغم قوة الضربات.. فانتصر بكل معاركه الرياضية ولمن يجهل عليه بسؤال البطولات.. كتب في المجد أفخر المجلدات.. وحفر بالتاريخ سطوراً لن تمحوها السنوات.. وجعل المحايد يصفق له قبل المحب لتفوقه بكل المواجهات.. رجل نادر صاحب (كاريزما) مختلفة ويملك فكراً قلَّ ما نجده إلا بالقليل من الشخصيات.. لائحة ناديه شاهد على ما يملكه من عقلية حتى أصبحت مطلباً لبقية الأندية والإدارات.. وفكرته بفصل الشرق عن الغرب في بطولة آسيا للأندية ستظل محفورة بجبين القارة متفردة عن بقية القارات.. رجل مختلف بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ومعطيات.. مغرم بالأولويات.. فمن غيره صافحَ الملك بدل المرة أربع مرات.. وفي الجوهرة أكمل بالأولويات كل الحكايات.. أما كإنسان فيشهد بذلك المركز الشبابي الصيفي السنوي لذوي الاحتياجات.. فضلاً عن ما قدمه لحفظ القرآن من مسابقات.. وما دأب عليه النادي في عهده من عادة سنوية في الإفطار مع أطفال (إنسان) مع لاعبي فريقه وكبار الشخصيات.. فهل بعد ذلك يمكن أن يكون رحيله كغيره مر بلا ردة فعل أو وجوم أو حتى حسرات؟! ترجّل الفارس عن جواده وهو بقمة مجده وآخر غنائمه بطولة.. فتحسّر على ترجُّله حتى من لم يوافقه ميوله.. الكل أنصف عمله.. بحرف أو مقال أو حتى كلمة.. الكل أشاد بما قدمه خلال ثماني سنوات مذهلة.. الكل عدّ استقالته خسارة للرياضة السعودية قبل ناديه، وأبدوا الاستياء من رحيله.. عدا (ثلة) من الصغار لا يساوون (قرشاً) في الإعلام.. وأقصى ما يملكه بعضهم صحف إلكترونية لا (تحسن) الإنصاف وليست (قادرة) على مواكبة التطور.. فأدمنت الإساءة متسلحةً بألفاظٍ (سطحية).. والغريب بالأمر أنها (سعيدة) بعملها ولا تشعر بتدني طرحها وكأنها أصبحت (غمداً) للتجاوز والانحدار بكل ما لا (يحمد) ذكره.. ومثل هؤلاء الأقزام لم أستغرب فرحتهم فقد أبكاهم الشباب برئاسة البلطان لسنوات.. وحتماً لن يضير البلطان ما يطرحونه الآن من غثاء.. فالمذمة من أمثالهم هي بمثابة الشهادة للقامة. أخيراً، سيبقى خالد البلطان.. خالداً بالأذهان.. عصياً على النسيان.. فمثله بالرياضة قلَّ أن يجود به الزمان.. ثماني سنوات شبابية سمان.. صنعَ فيها لليث هيبة على هيبته.. وفي خزائن البطولات ثمانٍ زادت حصيلته.. ليكون القادح بصمة التميُّز وماركته.. وكم يتمنى محبوه أن تكون بطولتهم التاسعة بتمزيق ورقة استقالته.. فهل تتحقق أمنيتهم؟! وليد عبد الله حارس.. والبقية مجتهدون! خفت شيءٌ من بريق وليد عبد الله هذا الموسم.. فكانت الفرصة سانحة لبقية الحراس الذين لا يُدانون مستواه ولا حتى قريباً منه للظهور.. فسمعنا بالإعلام اسم عبد الله العنزي والكسار ورافع الرويلي وبقية الشطار.. وتحدثت البرامج عن مستوياتهم وأُفردت لهم الإشادة بالصفحات. ومع احترامي لاجتهادات عبد الله العنزي، وهو من يعجبني بإخلاصه والذي وصل على ما أذكر لبكائه في بداياته.. وكذلك لتميُّز رافع الرويلي أول الموسم مع العروبة الصاعد.. وظهور مهارات الكسار مع الرائد في نهاية الدوري.. إلا أنهم يظلون - بصراحة - بعيداً بسنوات ضوئية عن مستوى الأناكوندا الشبابية.. ولولا ضعف الدفاع الأبيض لما سمعنا معلقات المدائح في بقية الحراس مع احترامي لما قدموه. بسرعة ) حديث ناصر الحمدان نائب رئيس لجنة الانضباط في برنامج بين الأقواس، وكذلك حديث عمر المهنا رئيس لجنة الحكام في لقاء خاص بالقناة الرياضية، يُفسر لنا ما وصل إليه حال اللجنتين من تدنٍ وضعف وهوان. ) في كل ظهور للمكسور داخلياً أجده يسيء لناديه مجدداً رغم كل أفضال النادي عليه، وعلى الرغم من سريان عقده، أعتقد أن تطبيق اللائحة بكل حذافيرها وبصرامة حتى لو اضطر الأمر لحرمانه من مكافأة البطولة، هو الحل لمثل هؤلاء المستهترين. ) النَّهم الذي أشاهده في توقيع الصفقات من الأندية، يُؤكد أن البعض (استحلى) الفلاشات أكثر من البحث عن القيمة الفنية للصفقة.. ولذلك لم أستغرب أن تصل الأسعار للملايين بلاعبين صف ثانٍ وبإمكانات محدودة.