* يتطلع عشاق الكرة الأوروبية حول العالم.. اليوم السبت للقمة المنتظرة بين برشلونة وأتلتيكو مدريد لمعرفة هوية البطل المتوج بلقب بطولة الدوري الأسباني للموسم الحالي (2013-2014م)، ويقترب أتلتيكو مدريد من التتويج ببطولة الدوري أكثر من منافسه برشلونة، خاصة وأن فرقة المدرب دييغو سيموني تمتلك فرصتي التعادل والفوز للظفر باللقب الغالي، فيما تعقد العزم فرقة المدرب تاتا مارتينو لتحقيق الفوز بأي ثمن وسط دعم كامل من جماهير الفريق الكتالوني التي ستكون السلاح الفتاك الذي سيعتمد عليه ليونيل ميسي ورفاقه للحفاظ على لقب الليجا وحرمان ضيفهم من خطفه من معقل الكامب نو. * أحداث متقلبة شهدها الموسم الحالي على مستوى الترتيب العام الذي تسيده كل من: برشلونة وريال مدريد وأتلتيكو مدريد، ونتائج مفاجئة خلال الجولات ال 37 الماضية، وفرص ذهبية عديدة قدمتها البطولة الأسبانية لأكثر من فريق لأن يتوج بلقبها، ولكن الأندية الثلاثة المتنافسة فرطت في حسم التتويج باللقب في أكثر من مرة، وقد تكون الجولة الماضية خير شاهد على ذلك وسط تعثر البارشا بالتعادل السلبي مع ألتشي إضافةً لتعثر أتلتيكو الذي كان بإمكانه الفوز باللقب إلا أنه تعثر هو الآخر بالتعادل الايجابي مع مالقا (1-1) ليفوت على نفسه تلك الفرصة الذهبية التي سنحت له. ولم يقتنص ريال مدريد تلك الفرصتين الذهبيتين للعودة من جديد لخطف الأضواء والمنافسة بقوة على الفوز بلقب الدوري بعدما خسر أمام سلتا فيغو بثنائية نظيفة أثارت غضب الرئيس فلورينتنو بيريز بشكل لم يشهده اللاعبون من قبل. * على الورق يبدو أن «الروخي بلانكوس» بتسعة وثمانين نقطة (كرقم قياسي جديد في تاريخ أتلتيكو مدريد ضمن مشاركاته الطويلة في الليجا) وبفارق ثلاث نقاط عن البلوجرانا هم الأقرب لحسم الأمر، ولكن آراء مدربي ومسئولي الناديين ومعظم اللاعبين تتجه لتساوي نسبة الفوز بواقع 50 إلى 50 بالمئة لكل فريق، وأن فرصة حسم اللقب تأخذ تماماً طابع المباريات النهائية بغض النظر عن فارق النقاط الثلاث، وفي استطلاع لصحيفة «الآس» الأسبانية صوت القراء بنسبة (50.73%) لصالح تتويج برشلونة باللقب.. مقابل تصويت (49.27%) لصالح تتويج أتلتيكو مدريد، وشارك في الاستطلاع حوالي 13 ألف قارئ، حيث صوت 6700 منهم لصالح برشلونة مقابل تصويت 6520 لصالح الأتلتيكو. * بعيداً عن الانتماءات للأندية وعشقها من قبل عشاق ومحبي الكرة العالمية.. فإن الغالبية العظمى يتعاطفون مع الفورة الكبيرة التي قدمها لنا دييغو سيموني وفريقه المتألق بميزانية مالية تصل إلى 123 مليون يورو خلال الموسم الحالي.. مقابل خمسة أضعاف ذلك الملبغ لكل من ريال مدريد وبرشلونة حيث نجح الرئيس انريكو سيريزو في قيادة فريقه لأن ينافس بقوة عملاقي أسبانيا التاريخيين ويتفوق عليهما حتى الآن في بطولة الدوري، ويصل لأن يكون طرفاً ونداً لا يستهان به في نهائي دوري أبطال أوروبا لريال مدريد في 24 مايو الجاري. * من الصعب أن تشاهد فريقاً يكافح منذ انطلاقة الموسم وينافس بقوة.. ويصل لوقت قطف الثمار، ومن ثم «يخرج من المولد بلا حمص»، وهو الدافع الحقيقي لمحبي وعشاق اللعبة؛ لأن يتعاطفوا مع أتلتيكو مدريد الذي يستحق أن يتوج ببطولة واحدة على الأقل.. نظير الجهد المبذول، والعمل الكبير الذي قدمه المدرب ولاعبيه. * أثبت لاعبي برشلونة أنهم على مستوى عالي من الاحترافية.. فبالرغم من الظروف التي مر بها الفريق طوال فترات الموسم من إصابات وغيابات وتذبذب في المستوى، إلا أن اللاعبين نجحوا في قيادة الفريق لأن يحافظ على فرصة الحفاظ على لقبه حتى الرمق الأخير من الليجا، وهو ما إحترمه المدرب سيموني ولاعبيه. * أعتقد أن سيناريو القمة المرتقبة يتوافق تماماً مع ما يتطلبه أسلوب المدرب الأرجنتيني المحنك دييغو سيموني، فهو يعشق التقوقع في مناطقه الخلفية.. ومن ثم الانطلاق بالهجومات المعاكسة لمفاجأة خصومه، ومع حاجة برشلونة لتحقيق الفوز فإن سيموني سيواجه خصماً يلعب تماماً حسب رغبته وبطريقة وأسلوب يتناسب مع دفاعية وصلابة لاعبيه، وهو ما سيعطيه الأفضلية بكل تأكيد في لقاء اليوم، ولكن علينا أن نتذكر أن هناك أسطورة حية لازالت تلوح في الأفق وسط ميادين الكامب نو.. فوحده ليونيل ميسي هو من يمتلك الموهبة لقيادة زملائه لصنع الفارق.. ومع كامل الاحترام للقائد تشافي وللرسام أينيستا ولعمل الفريق الجماعي فإن أتلتيكو مدريد عرف كيف يوقف برشلونة في المباريات الأربع الأخيرة إما بالتعادل أو الفوز.. وميسي الذي عهدناه قادر على تحطيم الحصون الدفاعية وصناعة وتسجيل الأهداف المطلوبة للحفاظ على اللقب متى ما وفق في ذلك.