جاء الإسلام مهتماً بشأن اليتيم اهتماماً بالغاً من حيث تربيته ورعايته وضمان سبل العيش الكريمة له، لينشأ عضواً نافعاً في المجتمع المسلم. كما أوصى الله عزَّ وجلَّ رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام ليجعله في مكانة عظيمة. قال تعالى: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ} وقال تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ} وهاتان الآيتان تؤكّدان على العناية باليتيم والشفقة عليه، كي لا يشعر بالنقص عن غيره من أفراد المجتمع، فيتحطم ويصبح عضواً هادماً في المجتمع المسلم. المؤتمر السعودي الثاني للأيتام تحت شعار (نحو مستقبل أفضل للأيتام) كانت بالفعل تجربه جميلة الكل فيها كان يريد تحقيق هدف واحد وهو مستقبل اليتيم وكيفية خلق بيئة تحتويه وتحمي له إنسانيته. والنقاش بشفافية بكيفية جعله فردً أساسياً في المجتمع وتوعية الأيتام أنفسهم بحقوقهم وواجب المؤسسات حولهم حتى لا يمارس عليهم الحرمان أياً كان، الشكر لله ثم للأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز الذي افتتح المؤتمر وكل فرد ساهم في نجاح هذا المؤتمر الذي سلط الضوء على جميع الجوانب المعنوية والتي كانت الحجر الأساسي في المؤتمر. تناول المؤتمر العديد من الأهداف وإبرازها أهمية تطبيق معايير التميز المؤسسي في مؤسسات رعاية الأيتام، وأثرها في التحسين وفتح آفاق جديدة للتنسيق والتكامل بين مؤسسات رعاية الأيتام، وآليات تطويرها ومناقشة الأنظمة والتشريعات المتعلّقة برعاية الأيتام، ومقترحات تطويرها والتعرّف على التجارب الناجحة، المحلية والعالمية، في مجال التميز المؤسسي لجمعيات رعاية الأيتام، وآليات التنسيق فيما بينها والمعيار الأخير التعرّف على برامج تأهيل وتمكين الأيتام في المجتمع، ومقترحات تطويرها. سلط الضوء في هذا المؤتمر على الاحتياج المعنوي لليتيم وكيفية دمجه والسبل التي تجعل منه جزءاً لا يتجزأ من مجتمعه. وعدم إحساس اليتيم أن نقص فرد من الأسرة كان سبباً في مواجهة مجتمع قاس. والأخذ بعين الاعتبار إنسانيته واحتياج هذا الفرد لمعيل. وضع المعاملة الحسنة والرفق والحنان والحب التعويضي على طاولة الحياة العملية لهم لتعويض تلك الفئة ولو بالقليل. ولا ننسى حث الله تعالى على رعاية اليتيم لأنه عنصر من عناصر الأسرة المسلمة والمجتمع المسلم. وأخيراً فلنحتذ دائماً بمن سبقونا ولنتسابق لفعل الخير.. واختتم هذا المقال بالظاهر بيبرس الذي أنشأ مكتباً للسبيل بجوار مدرسته، وقرَّر لمن فيها من الأيتام خاصة الخبز في كل يوم، والكسو في فصلي الشتاء والصيف، إضافة إلى توفير أدوات التعليم لهم من أقلام ومداد وألواح.