ينتظر عشاق الكرة الانجليزية حول العالم يوم غد الأحد على أحر من الجمر لتحديد هوية البطل المتوج بلقب بطولة الدوري للموسم الحالي (2013-2014م)، ويقترب مانشيستر سيتي من التتويج ببطولة الدوري أكثر من منافسه ليفربول خاصة وأن فرقة المدرب مانويل بيليجريني تمتلك فرصتها بيدها دون الحاجة لنتائج الآخرين، فيما تنتظر فرقة المدرب بريندان رودجرز خسارة السيتي إضافة لتحقيق الفوز لخطف اللقب الغائب عن خزائن «الريدز» منذ 24 عاماً. نهاية دراماتيكية منتظرة يوم الغد سيشهدها ملعبا الاتحاد والأنفيلد، حيث ستختلط دموع الفرح بدموع الحزن في مشهد مثير ينتظره الجميع بشغف اعتدنا عليه في منافسات الكرة الانجليزية، ولنعود بالذاكرة إلى ما قبل سنتين حينما كان مانشيستر سيتي مرشحاً للفوز على ملعبه في مباراته الأخيرة ضد كوينز بارك رينجرز، وتفاجأ عشاق اللعبة بأن السيتي مهزوم في ملعبه وأمام أنصاره وبقيادة مدربه الايطالي آنذاك روبيرتو مانشيني بنتيجة (2-1) حتى الدقيقة تسعين وأن اللقب في طريقه إلى غريمه التقليدي مانشيستر يونايتد، لكن الأحداث انقلبت عندما سجل المهاجم البوسني أدين دزيكو هدف التعادل في الدقيقة 91 ليضع كل من في ملعب الاتحاد والأولد ترافورد أيديهم على قلوبهم. وتوقف الجميع في ثلاث دقائق مجنونة عن التعبير بالفرح أو الحزن، ومع دخول الدقيقية الأخيرة من الوقت بدل الضائع تمكن المهاجم الأرجنتيني الفذ سيرجيو أجويرو من تسجيل هدف البطولة الذي أبكى كل من كان في ملعب الاتحاد فرحاً، وأحبط كل من كان في ملعب الاولد ترافورد ليتوج مانشيستر سيتي وقتها بلقبه الثالث في تاريخه والغائب عن خزائنه لمدة 42 عاماً. يبحث مان سيتي عن لقبه الرابع في تاريخه، ويسعى الفريق بإدارة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان لإثبات نجاح مشروع الفريق السماوي في مدينة مانشيستر، ويمتلك «السيتيزنز» كل الأدوات اللازمة للفوز باللقب، وستكون الروح والعزيمة والإصرار حاضرة في ملعب الاتحاد، وتكاد الصحف الانجليزية تجزم بحسم السيتي للقب بطولة الدوري إلا أن كرة القدم لا يمكن التنبؤ بمجرياتها، ونادي ويست هام يونايتد لن يكون صيداً سهلاً وسط الضغوطات الكبيرة التي سيعاني منها أبناء المدرب بيليجريني، وكأن التاريخ يعيد نفسه من حيث تشابه الظروف قبل عامين، وقتها كان الإعلام يجزم بفوز سهل للسيتي على خصمه كوينز بارك رينجرز الهابط لدوري الدرجة الأولى، وكاد أن يضيع اللقب لولا الصحوة المتأخرة والحظ الطيب الذي صاحب قلب النتيجة في الدقائق الثلاث الأخيرة. لاعب الوسط العاجي يحيى توريه هو المحرك الأساسي للفريق، والقائد الحقيقي، والجندي المجهول في فريقه، وهو لاعب الموسم الأول في البطولة الانجليزية (بعد لويس سواريز)، فهو يسجل ويصنع ويوجه زملاءه، ويجيد بناء الهجمات من الخلف، وشن الهجومات المعاكسة، وافتكاك الكرات من الخصم، والقيام بكل ما يمكن القيام به داخل المستطيل الأخضر، وسجل يحيى توريه عشرين هدفاً خلال بطولة الدوري ساهم خلالها في اقتراب فريقه من الفوز باللقب الرابع، وتواجده في المباراة الأخيرة يعد عاملاً رئيسياً لتحقيق الإضافة المطلوبة في خط وسط فريقه. يحيى توريه عانى من الظلم بسبب تجاهل الإعلام له، وألمح للجميع بأنه لو كان لاعباً برازيلياً أو لاتينياً لوجد الإشادة التي تليق بما يقدمه، وأتمنى أن يتم تكريمه من قبل إدارة فريقه بشكل لائق نظير ما قدمه خلال منافسات الموسم الحالي. أعتقد أن الجمهور في وطننا العربي بشكل عام يتعاطف أكثر مع مانشيستر سيتي، ليس من أجل إدارته الإماراتية فقط، بل من أجل تواجد أكثر من لاعب مسلم في صفوفه بداية من يحيى توريه ومروراً بسمير نصري ووقوفاً عند أدين دزيكو. إلا أن الجمهور العالمي بشكل عام يتعاطف أكثر مع المجهود الخرافي الذي بذله لويس سواريز وزملاؤه دانييل ستوريج ورحيم ستيرلنغ وقائدهم ستيفين جيرارد، وقد يكون للدموع التي شاهدناها في الجولة الماضية الأثر الأكبر في تعاطف عشاق اللعبة مع ليفربول حيث إن تتويجه بلقب بطولة الدوري يعد أمراً استثنائياً في عالم كرة القدم للموسم الحالي.