يقول العلماء: عمّر الله البلدان بحب الأوطان..ويقولون :حب الرجل لبلده دليل على وفائه، وطيب معدنه، وكريم خصاله.. فالرجال يحنون لأوطانهم كما تحن الإبل لأعطانها، والطيور لأوكارها، والأسود لعرينها...فالرجل الأبي يحن لوطنه، وعطنه، ومسقط رأسه،، (ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم) فهنا قرن الله القتل بالإخراج من البلدان.. فأهيب بأهل البكيرية حفلهم السنوي لتكريم النابهين- والبارزين- والداعمين- والمتطوعين للعمل الاجتماعي والخيري (ومن لهم أي إسهامات جليلة في مختلف المجالات رجال ونساء)... والبكيرية :بلد قديم اشتق اسمه من رجل يقال له/ محمد البكري، ويرجع تاريخها لعام 1175ه.ويقال إن أهل البكيرية نزحو من (الظلفعة)عندما غارت مياهها. وغالبيتهم من العرينات.. وللبكيرية مواقف تاريخية مشهورة محفوظة في التاريخ مع موحد الجزيرة -طيب الله ثراه...وقديمًا قيل: (الدار مثل البنت يكشف مغطاه لا صار ما تِدِرا عواقب رجالها) وقد أحسن أهل البكيرية إذ جعلوا الجوائز ليست حكرًا على البارزين والمتفوقين دراسيًا فحسب كما هو حال أكثر الجهات!! بل جعلوها لكل مجتهد ومحسن وبارز في أي مجال كان، وهل كان حاتم الطائي (مفخرة طي)، النصراني الديانة، إلا صاحب القدح المعلى في الكرم والشيم والقيم والمبادئ والرجولة،، فلم يكن بروزه علمينًا فحسب...ومع ذلك أثنى النبي صلى الله عله وسلم على أفعاله الطيبة وسماها (صفات المؤمن الحق).. لأن للتكريم أثر عظيم، فهو نوع وفاء ومروءة، واعتراف بالجميل، وتشجيع للآخرين، ولا يشكر الله من لا يشكر الناس.. ففرق بين الخامل والعامل،،فرق بين الخلي والشجي،، فرق بين الهائم في مصالح بلده وبين النائم الذي يغط في سبات عميق،،..وقد ذم القرآن أناسا (أهمتهم أنفسهم)... (لا يستوي من أنفق من قبل الفتح وقاتل)..(لا يستوي الذين يعملون والذين لا يعملون)..وقديمًا قالت العرب: من ظن الناس سواء فليس لعلته دواء.. (وما أكثرهم)!! جميل أن يتنادى أهل المحافظات للعمل الخيري والتطوعي، لتشِّييد البلدان، وعمارة الأوطان، والمطالبة بمصالحهم..شريطة أن لا تكون على حساب الآخرين، أو التعدي على حقوقهم.. وقد أنجبت البكيرية الرجال الأفذاذ و النابهين في كثير من المجالات..وفقهم الله وسدد خطاهم، وإلى الأمام ....والسلام عليكم.