أطلق أمس السبت سراح مراقبي منظمة الامن والتعاون في اوروبا بعد احتجازهم لأكثر من اسبوع في مدينة سلافيانسك، شرق اوكرانيا على ايدي انفصاليين موالين للروس، في حين واصلت الدول الغربية وروسيا تبادل الاتهامات بالمسؤولية عن تدهور الوضع في البلد. وقال احد المراقبين السبعة الذين أطلق سراحهم وهو العقيد الالماني اكسيل شنايدر بينما كان في طريقه الى مدينة دونيتسك «نحن سعداء جدا، لقد تخلصنا من كابوس». ومن المقرر ان يعودوا الى المانيا مساء السبت. واحتجز المراقبون مع مرافقيهم الاوكرانيين لمدة ثمانية ايام في سلافيانسك معقل المتمردين الانفصاليين الموالين لروسيا. وأكدت منظمة الامن والتعاون في اوروبا في فيينا الإفراج عن اعضاء فريقها الذين شاهدهم مصور لوكالة فرانس برس ظهر السبت يمرون على حاجز تفتيش وهم متجهون الى دونيتسك التي سينتقلون منها الى اوروبا قريبا. وتشهد سلافيانسك ومدينة كراماتورسك المجاورة منذ الجمعة عملية «مكافحة ارهاب» يشنها الجيش الاوكراني أسفرت حتى الآن عن مقتل خمسة جنود اوكرانيين، كما قال قائد عمليات مكافحة الارهاب فاسيل كروتوف. وأسفر الهجوم على سلافيانسك وكراماتورك عن مقتل خمسة جنود اوكرانيين وفقا لقائد عمليات مكافحة الارهاب فاسيل كروتوف. وفي صفوف المتمردين، تحدثت حصيلة الجمعة عن خمسة قتلى هم ثلاثة متمردين ومدنيان. وتواصلت العملية السبت في سلافيانسك، كما ذكر مراسلو وكالة فرانس برس الذين شهدوا الهجوم الذي شنه على نقطة تفتيش للمتمردين رتل من الدبابات قرب المدينة. وقتل رجل خلال تبادل اطلاق النار. وفي كراماتورسك التي تبعد 17 كلم عن سلافيانسك، استعادت القوات النظامية مقر الاجهزة الخاصة، كما اعلنت الحكومة. وكان الجيش استعاد في وقت مبكر من الصباح السيطرة على برج التلفزيون الذي كان تحت سيطرة الانفصاليين. وشهدت اوكرانيا الجمعة أسوأ يوم عنف منذ 21 شباط/فبراير عندما اطلقت قوات الامن النار على المتظاهرين الموالين لاوروبا في الميدان، وسط كييف فقتلت عشرات الاشخاص. وقتل خمسون شخصا على الاقل منهم 42 في حريق خلال مواجهات في ميناء اوديسا في الجنوب. وأثارت هذه المأساة حالة تأثر دولية عميقة. وطلبت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون اجراء تحقيق مستقل لتحديد المسؤولين عن الحادث داعية في الوقت نفسه الى «ضبط النفس» لعدم تفاقم الوضع. وقالت اشتون في بيان ان «الوقائع التي ادت الى الخسرة المفجعة لهذا العدد من الارواح البشرية يجب تحديدها من خلال تحقيق مستقل واحالة المسؤولين عن هذه الافعال الاجرامية الى العدالة». وأعلن الرئيس الاوكراني اولكسندر تورتشينوف الحداد الوطني يومين (السبت والاحد) على الضحايا. وفي اوديسا نفسها احتشد جمع من الفين الى ثلاثة آلاف معظمهم من الناشطين الموالين لروسيا امام المبنى المحترق الذي يطوقه مئات من عناصر الشرطة في لباس مكافحة الشغب في اجواء متوترة، كما لاحظ مراسل وكالة فرانس برس. وانتقد الجميع تأخر رجال الاطفاء غير المبرر لأكثر من ساعة قبل التدخل لإخماد الحريق، وفي المقابل، تنتشر روايات عدة حول ما ادى الى الكارثة، وأعلنت اجهزة الامن الاوكرانية انها كشفت عن «تدخل خارجي» في ما حصل. وأضافت أن أعمال العنف جرت «بالتنسيق مع مجموعات تخريبية من روسيا» بدعم من المقربين السابقين من الرئيس المخلوع فيكتور يانوكوفيتش.