يا سيد الرجال: في ذكرى بيعتنا التاسعة لك, كم وكم من الخلائق يدعو لك: يدعو لك قاصدو بيت الله الحرام لتطويرك المشاعر المقدسة وتوسيع الجمرات وانطلاق قطار المشاعر السريع وسقاية ماء زمزم. يدعو لك الراسخون في العلم يوم حفظت ميراث الأنبياء من أدعياء الفقه بقصر الفتوى على أعضاء هيئة كبار العلماء. تدعو لك شقائقنا يوم رفعت قدرهن ووثقت بهن في مناصب رفيعة فصارت منهن صاحبة المعالي وعضوات في مجلس الشورى. يدعو لك من يدرك معنى الاستقرار السياسي وأثره على منعة الأمن وازدهار الاقتصاد يوم أرسيت نظام البيعة. يدعو لك شعبك الوفي يوم هطلت أوامرك غيثاً على الرواتب والإسكان والضمان الاجتماعي وحافز والجمعيات الخيرية. يدعو لك المبتلون بالعلل والأسقام يوم أنشأت المدن الطبية والجامعات الصحية فوفرت لهم الرعاية وأمنت لهم الدواء. يدعو لك أصحاب الحقوق لاعتمادك مبلغ تسعة مليارات ريال لبرنامج خادم الحرمين الشريفين لتطوير مرفق القضاء ليستمر القضاء السعودي المحكم لشرع الله شامخاً كما هو من أربعة عشر قرناً. يدعو لك الغيورون على المال العام لحرصك على نزاهة العمل الحكومي بإنشاء هيئة مكافحة الفساد ومحيطاً ذلك باستحداث (1200) وظيفة للجهات الرقابية. يدعو لك أهل الفكر يوم كفلت لهم البعثات وشيدت لهم الجامعات ورعيت معارض الكتاب ومنحت جوائز للترجمة. يدعو لك أهل الأعمال والعمال يوم أرسيت المدن الصناعية فاتحاً بها أبواب الكسب والرزق. يدعو لك التائبون يوم أخرجتهم بعفوك من السجون. يدعو لك المنكوبون في الأرض يوم وصلتهم بقوافل الخير. يا سيد الرجال: قبل أشهر اغتم الخلائق لمرضك ولما أشرقت عليهم سالماً معافى ابتهجوا لشفائك وقلت في غير مناسبة لا تنسوني من دعائكم. وكنا وما زلنا وسنظل ندعو لك.