أشادت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي بالمنجزات العظيمة لخادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله، وبالنهضة الشاملة التي شهدتها المملكة العربية السعودية في عهده المبارك. جاء ذلك في بيان أصدره معالي الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، الأمين العام للرابطة، وعضو هيئة كبار العلماء في المملكة بمناسبة مرور تسع سنوات على مبايعة خادم الحرمين الشريفين حفلت بالمنجزات، وارتقت فيها المملكة في مدارج التقدم والازدهار، وصارت مسيرة الخير شاهدة على جهوده السباقة - حفظه الله - في الرقي والبناء. ووصف د. التركي السنوات التسع التي مرت على البيعة بأنها امتداد لنهج الحكمة والحنكة والدراية والنظرة الصائبة والرؤية السديدة في التحديث، والشفافية، وتعزيز المواطنة، وتنفيذ خطط التنمية، مما أسهم بتوفيق الله سبحانه وتعالى في تحقيق العديد من المنجزات العملاقة. وقال معاليه: لقد عمق خادم الحرمين الشريفين التمسك بثوابت المملكة وأسسها الشرعية، وسار على نهج الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وأبنائه الملوك السابقين - رحمهم الله - في تطبيق كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وجعلهما دستوراً للحياة ومنهجاً لتحقيق الرقي للوطن والرفاه للمواطنين. وأضاف معاليه: لقد أولى - حفظه الله - الحرمين الشريفين جل اهتمامه، إيماناً منه بشرف خدمتهما، حيث مهوى قلوب المسلمين ومقصدهم وأشرف بقاع الأرض، فأثمر هذا الاهتمام العديد من المشروعات الكبرى في المسجد الحرام بمكةالمكرمة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة. كما حرص - أيده الله - على راحة الحجاج والمعتمرين والزوار، وذلل السبل ليؤدوا مناسكهم في راحة وسكينة وأمن واطمئنان، وأقام عدداً من المشروعات العظيمة في المشاعر المقدسة، ومن أهمها توسعة المسعى، وجسر الجمرات توسعة لم يشهد التاريخ لها مثالاً، وإيجاد قطارات حديثة تسهل تنقل الحجاج وتنظم حركتهم، وغيرها من المنجزات التي يلمسها الحاج والمعتمر في تلك المشاعر. ونوه معاليه بالدعم الذي يقدمه خادم الحرمين الشريفين للعمل الإسلامي، ولرابطة العالم الإسلامي وبرامجها، والدفع بها إلى ما يحقق آمال الشعوب الإسلامية، مما أعانها على تحقيق أهدافها، وسهل لها بث رسالتها الإسلامية العالمية في أرجاء الأرض. وأشاد معاليه بحرص خادم الحرمين الشريفين على وحدة الأمة الإسلامية وحثه على توحيد الصف الإسلامي، ودعوته قادة الأمة إلى الاجتماعات والمؤتمرات لبحث سبل تحقيق التضامن الإسلامي، ومنها مؤتمر القمة الإسلامية الاستثنائي الرابع، الذي رعاه حفظه الله في شهر رمضان من عام 1433ه بجوار بيت الله الحرام، كما أشاد بحرصه على التكامل والتعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي، مما يحقق لها القوة والمنعة والمزيد من التقدم الحضاري الشامل. وبين د. التركي أن خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - حريص على استقرار الدول الإسلامية وعلى أمنها وحماية شعوبها من الفتن التي تسللت إلى بعض المجتمعات الإسلامية بسبب الطائفية البغيضة والحزبية المقيتة والإرهاب وخطره على الأمة مشيرا إلى أن المملكة تتصدى لهذه المخاطر التي تفرق الأمة وتمزق أواصرها. وقال معاليه: لقد ظهر من خلال العلاقات الخارجية للمملكة أنموذج السياسية المتزنة، التي تنبئ عن شخصية خادم الحرمين الشريفين السياسية وحنكته القيادية، وبرز حضوره القوي والمشرف في المحافل الدولية، وجاءت زياراته العديدة للدول العربية والإسلامية والصديقة خلال السنوات التسع لتوثق الروابط الأخوية والمصالح المشتركة، ولتفتح أوسع الأبواب للتعاون والأمن والسلام في العالم كله. وقد أدرك - أيده الله - أهمية الحوار وأثره في نشر الوعي والثقافة والتعاون والتعايش بين الشعوب الإنسانية، فرسخ معاني الحوار ودعا إليه انطلاقاً من قول الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}. وأضاف معاليه : لقد قدر العالم لخادم الحرمين الشريفين - أيده الله - مبادراته الإنسانية، ومن ذلك علاج المرضى على نفقته وتحت إشرافه ومتابعته، كما قدر الجميع حرصه على مواساة المنكوبين والمتضررين من الحوادث والكوارث وتقديم الدعم لهم والإحساس بشعورهم والألم لألمهم، انطلاقاً من قول النبي صلى الله عليه وسلم : (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى). وبمناسبة ذكرى البيعة، رفع د. التركي التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ولصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، ولصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود ولي ولي العهد، والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء والمستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين، وللشعب السعودي باسمه وباسم رابطة العالم الإسلامي ومجالسها والهيئات والمراكز الإسلامية التابعة لها في العالم، سائلاً الله العلي القدير أن يديم ازدهار المملكة في ظل قيادتها الحكيمة، وأن يسبغ ثوب الصحة والعافية على خادم الحرمين الشريفين، وأن يبقيه ذخراً للإسلام والمسلمين.