في لحظات قاسية عصيبة مؤلمة أعقبت تأكد هبوط فريقه لمصاف دوري ركاء يمتنع لاعب الاتفاق الشاب المتألق هذا الموسم محمد كنو عن التصريح بسبب حزنه العميق وسوء حالته النفسية، ومع هذا تسارع لجنة الانضباط إلى معاقبته بغرامة مالية قدرها 15 ألف ريال، قبله بأسبوع الأمير فيصل بن تركي اتهم بصريح العبارة الهلال والنهضة بالتلاعب بنتيجة المباراة، ولم يكتف بذلك بل أصدر مع عدد من لاعبيه حركة الغصب ودق الخشوم، وإزاء كل هذا ورغم أن التصريح معلن على الهواء والحركة واضحة وصريحة لا تحتاج ل(cd) إلا أن اللجنة مارست كعادتها في مثل هذا المواقف قسطا طويلا من النوم العميق وكأن اتهاما خطير لم يكن، ومثل الأمير فيصل فعل رئيس الاتفاق عبدالعزيز الدوسري وكذلك رئيس الشباب خالد البلطان باتجاه اتحاد الكرة والحكم عواجي، وحتى هذه اللحظة لم تتخذ لجنة الانضباط أية عقوبة بحق تصريحات واتهامات الرؤساء الثلاثة..! هذا المشهد الفاضح بتناقضاته يمثل لنا العنوان الرئيس والمعبر لحجم الفوضى والتخبط في واحدة من أهم لجان الاتحاد وأكثرها حساسية وتأثيرا على طبيعة ومستوى وعدالة منافساتنا الكروية، بل يكشف غياب اتحاد الكرة نفسه عن متابعة أداء اللجان ومحاسبتها على أخطائها بطريقة تحفظ للاتحاد شخصيته وسلطته واحترامه، وهنا لا أدري ما مبرر وما سر إصدار عقوبة ضد لاعب شاب في ظروف نفسية صعبة لمجرد أنه لم يتحدث لوسائل الإعلام، بينما تغض الطرف وتتجاهل تماما رؤساء أندية يتهمون ويشتمون ويطعنون في الذمم عيني عينك؟ ثم إذا كانت المسألة عبارة عن مجاملة للرؤساء على حساب اللوائح والأنظمة وهم من لديهم المقدرة على تحمل مبلغ العقوبة وهم كذلك من يفترض أن يكونوا قدوة لغيرهم، فمن باب أولى أن تجامل اللاعب الشاب كنو تقديرا للظروف التي كان يمر بها..؟ المحير والغريب والمريب في الأمر: أين اتحاد الكرة من فوضى بهذا الحجم ؟ لماذا يسكت عليها وقد باتت معروفة ومكشوفة؟ هل هو الخوف والضعف وممن؟ وماذا عن الإجراءات والقرارات غير المعلنة في الانضباط واللجان الأخرى وبخاصة الحكام؟ اثقلوا ! كثيرون وأنا أولهم اتفقنا مع رأي الأستاذ إدريس الدريس حين أكد بداية الموسم في عدة تغريدات أنه يتمنى من منطلق وطني صادق أن يحقق النصر بطولة ليخف الاحتقان نتيجة غياب النصر سنوات طويلة عن البطولات، الآن وبعد أن تحققت أمنية إدريس وحاز النصر على بطولتين وليست بطولة واحدة هل خف الاحتقان والتوتر الجماهيري أم تحول إلى وضع آخر؟ نعم زالت الهموم والغموم، وصار الجمهور النصراوي مسرورا مبتهجا مشرقا مبتسما، يظهر بفخر واعتزاز ميوله وحبه للكرة، وتغيرت نظرته تجاه قوة وحلاوة وجمال البطولات المحلية، ولم يعد يردد عبارات التشكيك والتنديد بالحكام واللجان وأن كرة القدم عبث ولهو وتخلف، لكن في الوقت نفسه أصبح الكثيرون منهم يبالغون في أفراحهم وفي فهم وتقدير مستوى فريقهم لدرجة إقصاء الآخرين واحتقارهم والتندر بهم وإلغاء نجومهم وجماهيريتهم وتاريخهم وسجل بطولاتهم، كما يصادرون وجهات نظر من يخالفونهم الرأي أو من ينتقدون حكم أو لجنة وفي قرارات لا يمكن تبريرها والتغاضي عنها.. إذا كان طول الغياب سببا للمبالغة في الأفراح وإقامة الاحتفالات والإسراف في الولائم والمهرجانات حتى على مستوى كبار السن، فلن يكون مقبولا ولا لائقا حين يأتي من إعلاميين أو من مسئولين في قطاعات حكومية مهمة ومرموقة، فرجاء افرحوا وأعلنوا باعتزاز نصراويتكم ولكن بهدوء وذوق واحترام كما كان يفعل غيركم وهو يحصد ما لذ وطاب من البطولات.. من الآخر - استمرار الأمير فهد بن خالد رئيسا للأهلي خبر مفرح ليس لجماهير ومنسوبي الأهلي فحسب وإنما لعموم الرياضيين في المملكة.. - مطالبة رئيس اتحاد الكرة أحمد عيد الحكام بالتوبة عن أخطائهم ليس علاجا شافيا ولا تصرفا إداريا منطقيا ونظاميا، كما أنه اعتراف متأخر بوجود كوارث تحكيمية ظل الكثيرون يرددونها ويحذرون من عواقبها في وقت مبكر.. - من الضروري أن تكون هنالك متابعة ومراقبة لما تقدمه البرامج الرياضية، وألا يتم التعامل مع ما يطرح فيها من تجاوزات بانتقائية تعتمد على الميول والانتماءات، فنراها حادة ساخطة على البعض ومتسامحة مسالمة حد التعاطف مع البعض الآخر.. - في الشأن ذاته لا بد من إقرار لوائح وأنظمة واضحة ومعروفة يتم الاستناد إليها في أية عقوبة إعلامية وتشمل الجميع دون استثناءات سيكون أثرها سلبيا ومربكا.. - بعيدا عن أحقية أي الناديين الهلال أو النصر في التعاقد مع لاعب الرائد عبدالعزيز الجبرين، وعن تفاصيل وظروف هذا العرض أو ذاك فإن الأهم: لماذا اختفى اللاعب؟ ومن يقف وراء عمل هو أقرب للجنائي أكثر من كونه رياضيا؟ - كان موقف الكثير من أعضاء شرف الرائد سلبيا، لم يقفوا في وجه من يتلاعب بأحد نجوم الفريق ويمنعه من المشاركة في مباراتين مهمتين، وخذلوا الرئيس المحترم المسلم وتركوه وحيدا يدافع عن حقوق ومصالح ناديه.. - الاتحاديون يؤكدون على لسان رئيسهم إبراهيم البلوي أن الحكم المرداسي سلب منهم نتيجة المباراة, وبعض الإعلاميين الأهلاويين وصفوه بالحكم المستهتر، الغريب أن تصدر منهم هذه اللغة رغم عدم وجود أخطاء فادحة ومؤثرة بينما كانوا يدافعون باستماته عن أخطاء تحكيمية استفاد منها النصر في الدوري.. - نفس من يهاجمون اليوم الحكم المرداسي هم من لاموا وشجبوا واستنكروا انتقادات رئيس الهلال ورئيس الشباب والمدرب سامي للتحكيم.