لقد أثلج صدري ما تفضل به صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي ولي العهد خلال الأيام القليلة الماضية عندما تطرق إلى الموقف السلبي للبنوك ومحدودية إسهاماتها في مجال الأعمال الإنسانية والخيرية في دعم الفقراء, حيث قال سموه: (أنا لست برجل اقتصادي, ولكن المصارف في اعتقادي مقلة في أعمالها الخيرية والإنسانية مقابل ما تستفيد من المواطن ومن الدولة). عندما صرح الأمير مقرن بذلك, فإن سموه لم يتحدث من فراغ حيث يدرك سموه بأن أرباح البنوك والمصارف السعودية قد قفزت إلى أعلى مستوى في تاريخها على الإطلاق خلال عام 2013م عندما حققت 37.62 مليار ريال مع نهاية العام. وعندما صرح الأمير مقرن بذلك, فإن سموه يدرك بأن البنوك السعودية تتمتع بالعديد من الامتيازات التي كانت تقف خلف تلك الأرقام الضخمة من الأرباح التي تحققها البنوك سنوياً في المملكة, ومن تلك الامتيازات أن رؤوس الأموال المستثمرة في تلك البنوك لا تخضع للنسب الضريبية العالية من قبل الدولة كما هو الحال لبقية البنوك الأخرى في كافة دول العالم. لهذا أكد سموه بأن البنوك لدينا مقصره في عطائها مقابل ما تستفيد من الدولة. وعندما صرح الأمير مقرن بأن البنوك السعودية مقصرة تجاه المواطن, فقد قصد سموه بأن غالبية المواطنين يضعون أموالهم في حسابات جارية في تلك البنوك ولا يتقاضون أي أرباح منها, وقد أدى ذلك إلى مضاعفة الأرباح السنوية التي تحققها البنوك, وعلى الرغم من تلك الأرباح الضخمة والتي تأتي كنتيجة مباشرة لدعم المواطن لتلك البنوك, إلا إننا نجد بأن البنوك تحجم عن الإسهام في مختلف المناشط الخيرية والإنسانية التي يمكن أن يستفيد منها الفقراء من المواطنين محدودي الدخل. وبالتالي عندما وصف الأمير مقرن البنوك السعودية (بالمنشار), فسموه محق في ذلك, كيف لا وهي تعتبر الابن المدلل لمؤسسة النقد, كيف لا وقد هيأت لها الدولة المناخ السياسي والاجتماعي والاقتصادي المستقر والذي جعل أرباحها تتضخم ولكن وللأسف دون أن تقوم ولو بجزء بسيط من واجبها الإنساني تجاه المجتمع. ختاماً, عندما يكون مصدر الحديث عن البنوك هو مقرن بن عبدالعزيز, فإننا يجب أن نتوقف كثيراً عنده. وباختصار, فإن أرباح البنوك الضخمة لا تفيد الوطن طالماً أنها لا تعود على المواطن بأي مصلحة.