قالت: كنتُ أحسب أنهم الأقل كلاما فوق الأرض..، والأكثر حياءً... والأثبت وسطية..!! والأشد هدوءا..، والأعذب ألسنةً..، والأنبل أقوالا.. والأخضر نفوسا..، والأكتم أسرارا..، والأحرص وفاء..، والأخلص نوايا..!! والآثر عطاءً..، والأيقن إيمانا..، والأرسخ ثقة.. والأمتن عضدا..، وكان ظنا في غير محله..!! ثم أردفَت: وكنت أحسب أن المطر وهو يتسيد فضاءهم: رُخاءً صافيا..، ورواءً منعشا.. وبشائر مفرحة.. وذهب حسابي صفر المنزلة.. كثر هذرهم..، وذاب حياؤهم..، وتأرجحوا بين طرفي نقيض في الذي ذهبت.ُ.!! حتى أمطارهم صارت قافلةً تصب بالعوالق، تطرق بالأدواء..، ترسل التوجس، والخوف..!! تبدلت نواياهم فتبدل المسلك، وتغير رفقاء أمطارهم..! تلوثوا، بصغائرهم، وكبائرهم...! ولهثوا بانفلاتهم، وتجاوزهم..! واستوحشوا بمخالبهم، وظلامهم..! أسلموا المقود لرغائبهم حين بسطوا لمداركهم وثيرا من الفراش فنامت..! ومع وجودهم فإن هناك في الركن الأصح عافية منهم.. ظل نفر فيهم كما ظني، أقرب منه كثيرا، أو أبعد قليلا..، أولئك أجروا للوعي فيهم جداول..، وسَّعوا لمصادر نبعه..، وحفروا، فتدفقت.. ليلهم يجدفون.. ونهارهم يبذلون، .. ولوعثاء النجع يصارعون موجا عاتيا..، وطميا داهما يأتيهم من هناك ..وهناك..! هم الجذر الباقي النائف في شجرة ما أحسب أن.. !! هؤلاء هم كل الذين يدعمون ما فيهم مما حسبتُ، .. هم الذين يَسعَدون بما فيهم، ويُسعِدون بما يكون منهم..