الذهب يتراجع مع ارتفاع الدولار وتزايد مخاطر تباطؤ الاقتصاد    الدفاع المدني: استمرار هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    الإطلاق العالمي الوشيك لسيارة الدفع الرباعي جايكو J5 الجديدة القادمة من المستقبل    163.3% نموا سنويا بالاستثمار الأجنبي بقطاع الترفيه    مصير أوكرانيا يعتمد على رئيس أمريكا الجديد    كأس الملك: الاتحاد يحبط مفاجأة الجندل بثنائية نظيفة    كأس الملك: القادسية يقلب تأخره الى فوز على الوحدة بهدفين لهدف    17% نسبة استخدام الطاقة المتجددة بالشبكة الخليجية    فريق تعافي جازان يشارك بركن توعوي تزامنًا مع شهر التوعية بسرطان الثدي    «التخصصي»: استئصال بؤرة صرعية عنيدة    أمير الشرقية يستقبل السفير القيرغيزي    الطائرة الإغاثية السعودية 15 تصل إلى بيروت    تجهيزات لاستجابة نوعية إسعافية في الطائف    مناقشة تقرير بنك التنمية الاجتماعية.. اليوم    مناقشة تطوير اتفاقية تنفيذ الأحكام بين دول الخليج    50 مشروعاً علمياً على منصة «إبداع الطائف 2025»    المهنا: زيارة الجبل الأسود تجسد حرص المملكة على دعم المسلمين    الراجحي: إنجازات المملكة في المسؤولية الاجتماعية «قصة تحول وتمكين ملهمة»    رسميًا.. الماجد خليفة المهيدب في رئاسة النصر    القيادة تهنئ الرئيس التشيكي    أمير القصيم يثمن تبرع الحميد بوقف تعليمي    وزير الخارجية ونظيره الإيراني يناقشان التطورات بالمنطقة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    خبير دولي ل«عكاظ»: انتهاكات إسرائيل تقود المنطقة لحرب شاملة    رحلات سياحية جماعية إلى سندالة    أمير عسير يُدشّن ويضع حجر أساس 87 مشروعًا مائيًا وبيئيًا بكلفة تجاوزت 5.2 مليارات ريال    «مكافحة المخدرات» بعسير تقبض على شخصين لترويجهما أقراصاً خاضعة لتنظيم التداول الطبي    كيف تخسر «التصويت الشعبي».. وتفوز برئاسة أمريكا؟    الخريجي: الأزمة الإنسانية في فلسطين ولبنان بلغت حداً لا يحتمل ولا يمكن السماح بتدهور الأوضاع في المنطقة    التوصيات الختامية للقمة العالمية للبروتك    نيوم يؤكد صدارته بهدف يتيم في مرمى احد    المملكة تحقق قفزة خضراء جديدة بانضمام محميتين للقائمة العالمية    «البيئة»: 8 مناطق تسجل هطول الأمطار في 36 محطة والباحة تتصدر ب 17.3 ملم    وزارة الصحة تعتبر التوعية بشأنه أمرًا ضروريًا للحد من انتشاره وآثاره    مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يُعلن أسماء الفائزين بجائزته في دورتها الثالثة    الأردن تدين تصريحات متطرفة لوزير إسرائيلي تدعو لضم الأرض الفلسطينية المحتلة وتوسيع الاستيطان    تحويل الدراسة والاختبارات العملية اليوم عن بعد في المدارس المسائية والتعليم المستمر بالعاصمة المقدسة ومحافظات الجموم وبحرة والكامل    المملكة ودعم الشعب اليمني    «ميتا» تكافح الاحتيال بميزة بصمة الوجه    مذكرة تفاهم بين محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية    1000 شركة محلية ودولية تشارك في ملتقى بيبان 24    تجسّد العمق التاريخي للمملكة.. اعتماد 500 موقع في سجل التراث العمراني    عبدالرحمن المريخي.. رائد مسرح الطفل في السعودية والخليج    الأنظار تتجه لباريس في حفل جوائز الكرة الذهبية.. فينيسيوس يحسمها.. وغوارديولا ينافس أنشيلوتي كأفضل مدرب    كبسولة النمو المالي    شتّان بين الضغائن والخصومات    8 أمور إذا شعرت بها.. غيِّر أصدقاءك فوراً !    في دور ال 16 من كأس خادم الحرمين الشريفين.. الاتحاد يواجه الجندل.. وديربي بين الرياض والشباب    إزالة مبانٍ لصالح جسر الأمير ماجد مع «صاري»    مطار دولي يفرض حداً زمنياً للعناق    5 أطعمة غنية بالدهون الصحية    قيمة استثنائية    الطائف: أساتذة وخريجو معهد المراقبين يعقدون لقاءهم العاشر    أمير الرياض يستقبل السفير الياباني.. ويعزي الدغيثر    وكيل الأزهر يشيد بجهود مجمع الملك فهد لطباعة المصحف    إنقاذ حياة فتاة بتدخل جراحي    أنا والعذاب وهواك في تكريم عبدالوهاب..!    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشيخ الراحل محمد الحصان وحكايات الماضي


وكلُّ امرئ يوماً سيلقى حِمامه
وإن نأت الدعوى وطال به العمر
الإنسان عندما يهمُّ برصد شيء عن سيرة بعض الأشخاص الذين لهم مكانة في مجتمعهم أو دور بارز في الحياة كالعلماء والأدباء أو من الرجال الذين تفانوا في خدمة دولهم وأخلصوا في حب وطنهم وأهله والذود عن حياضه أن يكدر إذا لزم الأمر فإنه يحتار كيف يبدأ.. فمن أولئك الرجال المخلصين على سبيل المثال الشيخ الفاضل محمد بن عبد العزيز بن محمد الحصان - أحد المعمرين - الذي قضى زهرة شبابه وعمره مُعاصراً وملازماً ملوك وأمراء هذا الوطن بدءاً من الإمام عبد الرحمن الفيصل والد الملك عبد العزيز.. فقد ظل مصاحباً وملازماً لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبد الرحمن الفيصل، أخو الملك عبد العزيز في قصره بحي «عتيقة» وفي كثير من رحلاته وأسفاره _ وقبل ذلك أخوه الشيخ الوجيه عبد الله الحصان المحبوب لدى الملك عبد العزيز وإخوته، وكبار أنجاله.. الكرام، لما يتمتع به من حنكة وطول باع في معرفة الأنساب ولهجات القبائل، وإيراد القصص والقصائد الهادفة التي تؤنس وتبعث في النفوس الشجاعة وقوة الإرادة، فهو رجل وجيه ومتحدث متميز قوي الملكة يشد السامعين بحلو منطقه وصدق حديثه، ومن بالغ حب الأمير محمد له ولأسرة الحصان أن لبى دعوته لزيارته في نخله بحريملاء فحضر في موكب يقدر بثلاث سيارات أو أربع صغيرات، وتعد من أوائل السيارات التي شهدتها حريملاء منذ ما يقارب الثمانين عاماً..، رغم وعورة الطريق وضيق المسالك داخل البلد.. ولكنه الوفاء من سموه - رحم الله الجميع - وعوداً إلى الحديث عن أبي عبد العزيز بعد الإيماءة الخفيفة عن أخيه الأكبر لعلو مكانته لدى ولاة الأمر - آنذاك - المعروف لدى العوام بحريملاء لتمييزه وشهرته «بحصان الشيوخ» ومعلوم أن أخاه محمد لا يقلّ أهمية ومحبة عند ولاة والأمر، فهما كفرسي رهان، ويعد من المعمرين الذين عبروا «الهنيدة» مع تسع سنوات فوقها بكامل صحته وسلامة حواسه الذهنية والفكرية، وقد ولد في حريملاء عام 1307ه قبل فتح الرياض ب 12 عاماً ومصداق ذلك قوله: كنت في محلة «قراشة» بحريملاء مرتع طفولتي وصباي، فسمعت المنادي يعلن عن فتح الرياض 1319ه يقول الملك لله ثم للملك عبد العزيز - رحمه الله - فاستبشر الأهالي بذلك واطمأنوا داعين له بدوام النصر والتوفيق ..، وبعد ذلك بفترة وجيزة انضم محمد للجهاد مع الملك عبد العزيز وعمره 19 عاماً فأصيبت رجله اليمنى بإصابتين في أحد المعارك التي استمرت تسعة أشهر بين العيون والمبرز بالأساء انتهت لصالح الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - ثم انضم للأمير عبد الله بن جلوي ولازمه أكثر من 25 سنة في الأحساء.. وقد وصف الأمير بقوة الشخصية والحزم، وكان مهاباً لدى الجميع - رحمه الله - وبعد رجوعه من الأحساء إلى بلدة حريملاء هَمّ بالحج مع مجموعة من الأهالي، وفي أثناء الطريق التقى مع الأمير محمد بن عبد الرحمن في الدوادمي، حيث كان يرافق والده الإمام عبد الرحمن في أول سفرة للحج على سيارة، وكان أخوه الأكبر عبد الله مع الأمير محمد، فطلب منه العمل لدى الأمير محمد بن عبد الرحمن فوافق، ومكث معه في مكة المكرمة مدة أربعة أشهر والأمير بجانب والده الإمام..، بعد ذلك رجع إلى قصره بحي «عتيقه بالرياض» فتمسك به الأمير وظل مرافقاً له ومصاحباً له في سيارته عندما يذهب إلى والده أو إلى جلالة الملك عبد العزيز حتى توفي - رحمه الله - ثم انتقل مع ابنه الأمير فهد الذي عين أميراً لمنطقة القصيم فترة من الزمن..، وبعد وفاته - تغمده المولى بواسع رحمته - عاد أبو عبد العزيز إلى مهوى رأسه بحريملاء مترحماً عليهم جميعاً، وحاملاً معه أجمل الذكريات وأحلاها في نفسه بصحبة الإمام ومرافقة سمو الأمير محمد وابنه فهد - رحم الله الجميع - وقد تطرق في الحديث الذي أجراه معه الأستاذ الأديب محمد الوعيل عبر منبر هذه الصحيفة صحيفة الجزيرة في موضوعه القديم الناجح «ضيف الجزيرة» في يوم الجمعة 8 ذي القعدة عام 1410ه الذي أبحرنا فيه لالتقاط بعض النصوص التي لا مناص لنا من ذكرها في أثناء الحديث الذي ذكر فيه ما مر بنجد في تلك الحقب البعيدة من جفاف وقحط وفقر هلكت على إثره البهائم والمواشي حي الحيوانات التي تستخدم لنزح الماء من الآبار لسقي النخيل والمزارع ..، وذلك في سنة (عجيجان) المشهورة، وكانوا يفرحون بنزول المطر وإذا نبت العشب خرجوا إلى البراري ليتغذوا بأنواع النباتات وأوراق الشجر حتى أن البعض منهم نزحوا إلى أطراف العراق وإلى بلدان الخليج العربي مثل البحرين وغيرها كأسرة القصيبي والعجاجي والزهير وآل راشد وغيرهم لطلب المعيشة في تلك الجهات النائية. وبعدما أنعم الله على هذه البلاد بالأمن التام ورخاء العيش، وتدفق ينابيع البترول تذكروا أوطانهم فحنوا إليها فعادوا إلى أماكنهم:
المرء يسرح في الآفاق - مغترباً -
ونفسه أبداً تتوق للوطن
وقول الآخر:
ما من غريب وإن أبدى تجلده
إلا تذكر عند الغربة الوطنَ
فحياة أبو عبدالعزيز كلها كفاح وإخلاص في خدمة وطنه وأهله بمرافقة ولاة أمر هذا الوطن، كما كان من الأوائل الذين ذهبوا إلى الرئيس العام لتعليم البنات مطالبين بفتح أول مدرسة للبنات في حريملاء وغيرها من المشاريع المهمة، ولنا معه بعض الذكريات الجميلة أثناء إقامته في حريملاء ومروره علينا في إدارة المتوسطة والثانوية وسؤاله عن مستوى نجله فهد أحد طلاب المدرسة لدينا، وقص ما يجري في تلك الحقب من أحداث وأخبار عن انتصارات وغزوات جلالة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - ومع من سعد بصحبته من الأمراء ورجالات الدولة البارزين، فذاكرته مستودع لأخبار وذكريات طويلة استفدنا منها كثيراً، وقد توفي في 16-4-1412ه بعد عمر بلغ 109 سنوات - رحمه الله - مخلفاً ذرية صالحة بنين وبنات، وقد تسنم الأبناء مناصب مشرفة في مواقع مختلفة. وهذه الكلمة الموجزة التي أوردناها كإضاءة مشرقة ومشرفة عن سيرته العطرة التي قضاها في خدمة دينه ووطنه، تغمده المولى بواسع رحمته ومغفرته.
وإنما المرء حديث بعده
فكن حديثاً حسناً لمن وعى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.