سيرة عالمنا الجليل سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله -، المفتي العام للمملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء وإدارات البحوث العلمية والإفتاء ورئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي المولود عام 1330ه، والمتوفى في شهر محرم عام 1420ه - رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته -، فهو علَم في العقيدة والمؤلفات المتعددة والأعمال الخيّرة ونشر العقيدة السلفية الصافية، عقيدة أهل السنة والجماعة المنافح عنها المحارب لمن يخالفها من أهل الخرافات والبدع عند اشتداد الفتن وضعف الإيمان وفقد القدوات وتصدر الجهلاء.. عاش حياته مجاهداً محتسباً صابراً داعياً لله وسنة رسوله محباً للشفاعة باذلاً للجاه والوقت والمال لمن يعرف ومن لا يعرف من المسلمين يغار على حرمات الدين ويناصر قضايا المسلمين يجهر بالحق لا تأخذه في الله لومة لائم، متواضعاً دمث الخلق لين العريكة علَماً من أعلام الأمة بالحجة والبرهان بوسائل متعددة منهجه الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة يدعو إلى الله بالنصيحة والمشافهة والمكاتبة والهاتف فهو كاشف الشبهة مبين الحجة عن العقيدة الصحيحة، كان علَماً قدوة في القول والعمل، كريماً جواداً واسع الصدر طويل البال لا يحمل في قلبه على أحد حتى الذين يختلفون معه، بل كان يدعو لهم بالهداية والصلاح جل وقته موجهاً وناصحاً، فهو عالِم زاهد مجاهد يحمل همّ الأمة وآلامها وينسى همومه.. كان همّه راحة المسلمين في العالم كله يحزن لحزنهم ويفرح لفرحهم ساند الولاة في حقوقهم والدعاء لهم قدر الأمراء والعلماء وأنفق على الفقراء عفيف اللسان سليم السريرة طاهر الوجدان مبدع بالنصيحة والتوجيه والإرشاد بعيد عن التشهير له باع طويل في النصيحة يشوبها جوٌ من الحب والرفق واللين والكلمة الطيبة بالحجة الواضحة مع الوقار والهيبة، وكان نصحة يؤثر ويزيل المنكر ولم تحدث فتنة أو إثارة على ولي الأمر في عصره كما كان يفعل بعض من لا يحسن السياسة الشرعية ومعرفة درجات المصالح والمفاسد.. منهجه مع الولاة هو منهج أئمة الدعوة الإصلاحية في مساندة ولي الأمر والوقوف معه وشد عضده والدعاء له باليسر واللين وفي المنابر والخطب والمجالس العامة والخاصة في صدق المحبة وصفاء القلب والسريرة وهذا منهج السلف الذين يظهرون مع أئمتهم المحاسن والمحامد وينصحون النقائص والمعائب ويقومون بحقهم بالنصيحة بأسلوبها المناسب وطريقتها الحكيمة اتي تؤتي ثمارها وتحقق مقاصدها وفق الضوابط الشرعية والآداب المرعية.. كان يرد على المتشدد والمغالي والفكر المتطرف والابتداع والتكفير، وكم دفعَ الله به من فتنة ورد به من غال أو جاف.. هذا جزء من سيرة هذا العالم الرباني السلفي إمام أهل السنة والجماعة.. في عصره جمع ما انفرد به العلماء من صفات وتمييز وهو من لم يستطع ثلة من الذين سبقوه نيله، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن ينزله منازل الصالحين والشهداء نظير ما قدمه للأمة لدفاعه عن العقيدة وخدمة الشرع وحفظ كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. اللهم اجعل ما قدمه للأمة في ميزان حسناته، وافسح له قبره ونوّر له فيه، واجعله روضة من رياض الجنة.. اللهم قدّس روحه في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء، واخلف على الأمة خيراً، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.