يعتقدون أن الزواج عقدٌ ينتهي فقط بتوقيع الطرفين وشهادة الشهود ومبلغ من المال! ومن هنا تبدأ فصول الحياة البائسة لامرأةٍ وثقت باختيار غير موفق لرجل لم تظهر خباياه إلا بعد أن أُغلق عليها الباب معه! بينما الزواج علاقة شرعية مقدسة تربط بين رجل وامرأة، له مقومات مهمة تقوم على الحب والود والحنان والتفاهم والتسامح والتضحية. ولكنها حياة الكثيرات ممن كان حظهن العاثر مع رجال لا يعون معنى الزواج وقدسيته، لا يعون معنى امرأة، لا يعون معنى أسرة، فقط ثقافة الامتلاك هو ما يسيطر على فكرهم المريض! بدفع ذلك المبلغ دخلت ضمن أملاكه الخاصة!! عليها أن تسمع ولا تناقش، أن ترى الخطأ ولا تتحدث، أن تمتثل للأوامر فقط، تطبخ وتنظف وتربي وتدرس الأبناء ولا حقوق لها، وعليها أن تصبح في أحسن حالاتها ومزاجيتها آخر الليل!! (ليش أنا متزوج؟) سؤال يطرحه عليها عندما فقط تنظر نظرة استياء من عدم اهتمامه ومشاركته لها في تربية الأبناء وفي ضغط عمل البيت وترك الأعباء ترهقها وكأنه كُتب ذلك العقد الذي جمع بينهما -للأسف- بشروط استقدام عاملة منزل! إي رحلة يومية تلك التي تلهث فيها هذه المسكينة من هنا وهناك، فالكل ينتظر منها أن تقدم ما يخصه ليأتي ذلك الأناني بعد يوم حافل من المسؤوليات بجسد وروح مرهقة ليطلب منها ليلةً حمراء! للأسف هو حال الكثيرات ممن يعانين من قهر يومي خلف كواليس عقد الزواج، تجدها في مجالس النساء باهتة شاردة في حالة فوضى مشاعر أو ثرثرة تحاول أن تُخرج ما يخنقها لتعود لرحلة الشقاء! وليس هذا فقط إنما يستخسر بعضهم عليها هدية بأبسط بروتوكلات الهدايا بعضهم يقدمها كتأنيب ضمير والبعض لا يرى داع لذلك! بل يصل الأمر أحياناً عند أحدهم إلى انعدام الإنسانية والرجولة في حرمانها من زيارة والديها أقرب الناس لها ليُحكم عليها بقضبان سجن مؤبد لتتفرغ فقط لأهوائه ومزاجيته... تنفذ أوامره بصمت وكأنه امتلك آلة متحركة ضمانها طول العمر، بل إن سيارته وديوانيته تفوقا عليها بالاهتمام! للأسف كثيرةً هي تلك الزيجات البائسات في مجتمعاتنا! كيف لزوجة مهزوزة مخنوقة معدومة الرأي أن تربي أجيالاً، أن تشارك في بناء أسرة، في بناء مجتمع.. لم يكن الزواج إلا رحمة وحب ونتاج علاقة سليمة وسوية بين رجل وامرأة، قال تعالى {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}. لماذا لم يرض الله الحزن للنساء {كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ}، {أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ}، {وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي}، {فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي}، وضحت الآيات أن حزن المرأة عميق وألمه شديد لا يتحمله قلبها (فرفقاً بالقوارير)، تشبيه بليغ منه صلى الله عليه وسلم، فالأنثى لا تتحمل العنف، فهي إذا حزنت أنكسر قلبها فتترجم الألم إما بصوت أو بصمت وهذا مؤلم، فرفقاً بها، واعرفوا إيها الرجال تماماً معنى القوامة.