حذرت الدول ال11 الأعضاء في مجموعة أصدقاء سوريا، أمس الخميس، النظام السوري من إجراء انتخابات رئاسية، مؤكدة أن نتيجة هذه الانتخابات لن تكون لها أي شرعية. وقالت الدول ال11، وهي (بريطانيا، وألمانيا، وإيطاليا، وفرنسا، والمملكة العربية السعودية، والإمارات، وقطر، ومصر، والأردن، والولايات المتحدةالأمريكية، وتركيا) في بيان إن (انتخابات يجريها نظام الأسد ستمثل مهزلة ديموقراطية، وستكشف رفض النظام لقواعد مؤتمر جنيف وستزيد حدة الانقسامات في البلاد). وأضاف البيان أن (بشار الأسد يريد أن تدعم هذه الانتخابات ديكتاتوريته)، مؤكدة أن (عملية انتخابية يقودها الأسد في وقت تعتبر الأممالمتحدة أنه ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تشكل إهانة للأرواح البريئة التي سقطت خلال النزاع). وحتى الآن لم يعلن الأسد رسمياً ترشحه لولاية رئاسية ثالثة في الانتخابات المرتقبة قبل يوليو، لكنه لمح إلى ذلك في حديث إلى فرانس برس في يناير. وفي بداية مارس تبنى مجلس الشعب السوري قانوناً يمنع عملياً أياً من قادة المعارضة السورية في الخارج من الترشح للانتخابات. ميدانياً استمرت المواجهات العنيفة، أمس الخميس، في ريف اللاذقية في شمال سوريا، حيث شن مقاتلو المعارضة قبل أسبوعين هجوماً واسع النطاق، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأفاد المرصد بأن المواجهات تهدف خصوصاً إلى السيطرة على النقطة 45 وهي تلة إستراتيجية في هذه المنطقة التي تضم بلدة القرداحة التي يتحدر منها الأسد. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن المعارك تتركز في هذه التلة منذ الليلة الماضية. تقدم الجيش وسيطر عليها ثم طرده مقاتلو المعارضة، لافتاً إلى أن أياً من الطرفين لم يتمكن بعد الظهر من السيطرة على التلة. ودعماً لعمليات الجيش البرية شن الطيران السوري غارات عدة على هذه المنطقة، وكذلك على جبل الأكراد، وهي تلة أخرى تسيطر عليها المعارضة وفق المصدر نفسه. وفيما يتواصل النزاع الدامي في سوريا منذ ثلاث سنوات، الذي خلف أكثر من 150 ألف شخص، ونزوح الملايين من منازلهم، وعلى الرغم من الجهود الدبلوماسية المبذولة لإيقاف حمامات الدم أمام تعنت نظام الأسد ووحشية آلته العسكرية اتهمت صحيفة سورية، أمس الخميس، الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي بالتشجيع على(الإرهاب) وبأنه يعمل في مشروع (تدمير الشرق الأوسط وتفكيكه).وزعمت صحيفة الوطن المقربة من السلطات في افتتاحيتها أمس أن (الإبراهيمي لم يكن يوماً وسيطاً نزيهاً بل كان باستمرار طرفاً بل موظفاً في مشروع تدمير الشرق الأوسط وتفتيته). وأضافت أن (صمته يؤكد لنا حقيقة الدور الذي مارسه ولا يزال في تشجيع الإرهاب أو على الأقل تجاهله إن أردنا أن نكون أكثر إنصافاً). وأشارت إلى أنه كان (هذا هو معنى الوساطة النزيهة! بكل تأكيد لن يحصل الإبراهيمي على ما يحلم به ويتمناه من ضغوطات روسية ومن تجاوب سوري). وتعتبر دمشق أن الإبراهيمي يدعم موقف المعارضة السورية والولايات المتحدة وبأنه (تجاوز مهمته) كوسيط لحل النزاع السوري. وكانت الصحيفة أشارت الثلاثاء الماضي إلى أن الإبراهيمي يسعى لعقد لقاء ثلاثي أممي روسي وأمريكي في مدينة جنيف السويسرية أواسط الشهر الجاري لبحث احتمالات عقد مؤتمر جنيف3.