اختتمت في القاهرة الندوة الدولية التي أقامتها ثلوثية د. محمد المشوح وجامعة القاهرة ممثلاً في مركز الدراسات الشرقية عن جهود ومؤلفات ورحلات معالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي وسط حضور علمي كبير من عدد من الباحثين والمهتمين. وقد بدأت الندوة في فندق بيراميزا القاهرة بآي من الذكر الحكيم. ثم ألقيت كلمة صالون الثلوثية ألقاها الدكتور محمد المشوح أبرز فيها أهمية هذه الندوة وسبب عقدها في القاهرة واختيار الجامعة مقراً لها وقال «وإن مسيرة العلاَّمة الشيخ محمد بن ناصر العبودي في البحث والتأليف والكتابة والتدوين في الدعوة والأدب والتراث لَتَسْتَدْعِي من عاشقي العلم التوقف والتأمل؛ لإبرازها إلى خلوف الأجيال من بعد، والذي صار بدوره ظاهرة علمية ثقافية فريدة تستحق البحث والدراسة، ومرحلة تاريخية سعودية يلزم كشفها ودراستها». ها هو ذا العلاَّمة العبودي بقامته الممتدة عبر علومه المتزاحمة، وفنونه المشرعة، يقدم أنموذجًا فريدًا لشخصيات فريدة اختصتها المملكة العربية السعودية؛ فقدم وبذل حتى احتلَّ منزلة شمَّاء في نفوس الناس كافَّة. وقال: لقد حرصت الثلوثية أن تقدم وتبرز وتحتفي بهذا العلامة الكبير في أول تعاون بينها ومركز الدراسات الشرقية بجامعة القاهرة لما يملكه ويستحقه من علوم ومواهب. إضافة إلى أننا في مصر ركن العروبة ونيل الحضارة والتاريخ وشامة الأزهر الشريف. وما لهذا البلد الكريم من علاقة ووشائح قرب ثقافي وعلمي مع العلامة شيخنا وأستاذنا محمد العبودي. حيث تفتحت على يد علمائها مدارك العلوم لديه واستقطبت كتابات ومدونات الأدباء المصريين آنذاك كوامن الموهبة والإبداع عنده. فلا غرو ولا عجب أن تكون مصر القاهرة وقاهرة مصر محطتنا الأولى والأهم والأبرز ووجهتنا الثقافية المفضلة. وهو ما سيتم تناوله لاحقاً في البحوث والدراسات المقدمة. وقال: إن المثاقفة حالة إيجابية هامة تحتاجها شعوبنا في ظل الاحتقانات المتسارعة والأوضاع البائسة التي تعيشها البلاد العربية إلا أن المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية سوف يظلان قطبا الرحى للعالم العربي علماً وثقافة واستقراراً. وقال: وبهذه المناسبة فإني أزجي شكري وتقديري للإخوة الأشقاء في جامعة القاهرة ورئيسها الكريم وأخص كذلك مركز الدراسات الشرقية ممثلاً في سعادة الأستاذ الدكتور جمال الشاذلي الذي رحب بالفكرة وشجعها وحرص على تحقيقها وتنفيذها. تقديراً منه للمحتفى به ولوشائح القرب الثقافي بين البلدين. كما أخص بالشكر والتقدير سعادة أستاذنا الكبير الدكتور محمد الربيع الذي قدم الجهد الأكبر في علاقة الثلوثية بالمركز وكانت له أياديه البيضاء في رسم خارطة الندوة تفصيلاً. كما لا يسعني إلا أن أشكر سعادة الملحق الثقافي السعودي الدكتور خالد الوهيبي الذي وجدنا منه كل تشجيع وترحيب بهذه الندوة بل كان للملحقية سبق قبل ذلك ونشرت ملفاً خاص عن شيخنا المحتفى به في أحد أعداد مجلة الملحقية. كما أشكر أصحاب السعادة من المشاركين والباحثين الذين بذلوا أوقاتهم وجهدهم وعنايتهم ومشقتهم في دراسة وقراءة كتاب شيخنا العلامة محمد العبودي وتقديم الرؤية العلمية عنه كما سنرى في الندوة. وقال: أما أنت يا شيخنا وأستاذنا وملهمنا فلا أقول سوى هنيئاً لكم هذا الحب الذي لا يطلب أو يخطب أو يشترى. إنما هو محبة العلم والثقافة التي أفنيتم بها عمركم المديد وحياتكم الماتعة بالعلم والعمل. بذلتم الجهد في العلم والدعوة وقطعتم الديار والقفار من أجل خدمة مسلم أو تقديم عون لمحتاج. إضافة إلى علومكم الزاخرة ومعارفكم المتزاحمة أمد الله في أعماركم ومتعكم بالصحة والعافية ثم ألقى الأستاذ الدكتور جمال الشاذلي رئيس مركز الدراسات الشرقية كلمة بهذه المناسبة عبر فيها عن اعتزاز المركز تحقيق هذه الندوة الدولية والتعاون العلمي والبناء مع الثلوثية. وقال «نأمل أن تكون هذه الندوة نواة لتعاون طويل وشراكة ثقافية ممتدة مع الثلوثية نحو الاحتفاء بالرمو والمثقفين». ثم ألقى سعادة الدكتور خالد الوهيبي كلمة بهذه المناسبة أشاد فيها بجهود الشيخ محمد العبودي العلمية الكبرى واعتزاز المثقفين السعوديين بجهوده ثم ألقى معالي الشيخ محمد العبودي كلمة بهذه المناسبة كشف فيها علاقته العلمية والثقافية القديمة العريقة بمصر وعلماءها وأدباءها ومثقفيها تناهز سبعين عاماً وقدم شكره وتقديره للثلوثية وجامعة القاهرة على هذه المبادرة لهذه الندوة عن مؤلفاته. ثم ألقى سعادة نائب رئيس جامعة القاهرة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة الأستاذ الدكتور/ جمال عبدالناصر وذلك نيابة عن رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور جابر نصار عبر خلالها أيضاً من اعتزاز الجامعة وفخرها بإقامة هذه الندوة عن عالم كبير يمثل أحد أهم الرحالة في هذا القرن. وقال: إننا نأمل أن تكون هذه الندوة محفزاً للعلماء لبذل جهودهم والشباب لاقتفاء أثر أولئك. وفي نهاية الحفل قدم مدير مركز الدراسات الشرقية درعاً تذكارياً لمعالي الشيخ محمد العبودي وكذلك درعاً آخر للدكتور محمد المشوح. كما قدمت الثلوثية درعاً آخر لمعالي رئيس جامعة القاهرة وكذلك مدير مركز الدراسات الشرقية د/ جمال الشاذلي. بعد ذلك بدأت الجلسة الأولى للندوة التي شارك فيها 1- أ.د محمد الربيع ببحث بعنوان «مع العبودي في رحلاته إلى إندونيسيا» 2- أ.د حسن بن فهد الهويمل ببحث بعنوان «أدب الرحلة عند العبودي» 3- أ.د محمد جلاء إدريس ببحث بعنوان صورة المجتمع المسلم في «فوق سقف الصين» للرحالة محمد العبودي. 4- أ. د عبدالله بن عبدالرحيم عسيلان ببحث بعنوان وقفات مع الجهود اللغوية والأدبية للشيخ محمد العبودي. 5- د. ناصر عبدالرازق الموافي ببحث بعنوان أعظم الرحالة في التاريخ... حامل الحب والخير والدولارات دراسة في رحلات العبودي إلى روسيا الاتحادية والدول المستقلة. أعقب ذلك الجلسة الثانية ورئيس الجلسة د. عبدالله الوشمي 1- د. محمد بن عبدالله المشوح ببحث بعنوان «حديث تلميذ إلى شيخه» 2- أ. د زين العابدين محمود أبوخضرة «أدب الرحلة بين النظرية والتطبيق - كتاب «فوق سقف الصين» رحلة في الشمال الربي من الصين للكاتب العربي محمد بن ناصر العبودي نموذجاً. 3- د. إبراهيم التركي ببحث بعنوان «عامان في مجلس العبودي». 4- د. عرفة حلمي عباس ببحث بعنوان «مسافر واده الإسلام»، بوصلته المسلمون قراءة في الرحلات الهندية لمعالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي. ثم قام الحضور والضيوف المشاركون بجولة على معرض مؤلفات العلامة الموسوعي محمد العبودي الذي أقامته الثلوثية. وأبدى الجميع إعجابهم وانبهارهم بهذا الكم الكبير من المؤلفات وتنوعها من هذا العالم الكبير.