نهج المؤسس لهذا الكيان جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود - طيب الله ثراه - منذ أن وحد أجزاء الوطن بعد كفاح طويل وجهود تكللت ولله الحمد بالنجاح وأسس هذا الكيان وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما سار عليه الخلفاء الراشدون -رضي الله عنهم- -وسلف الأمة الصالح- رحمهم الله ومن ذلك سياسة الباب المفتوح التي من خلالها يلتقي -طيب الله ثراه- بأبناء الوطن صغيرهم وكبيرهم بحضور العلماء والمشايخ وطلبة العلم وفق ما يسمح به وقته الثمين ويتقبل بصدر رحب لما يبدونه من أمور تهم الوطن والمواطن ويناقشها بكل شفافية وأريحية ووضوح لذلك أصبح ذلك النهج القويم أحد الأسس التي أسس عليها هذا الكيان -رحمة الله-. وقد سار أبناؤه من بعده على هذا النهج القويم وهذه السياسة الحكيمة فاستمر اللقاء وقويت العلاقة بين الراعي والرعية حيث يتم تخصيص وقت مناسب يلتقي من خلاله ولي الأمر بالرعية ويتدارسون كل ما يهم الوطن والمواطن، وهذا المبدأ لازال قائما حتى وقتنا الحاضر -والحمد لله-. كذلك أحفاد المؤسس رحمه الله ممن يتولون مناصب قيادية في الدولة استمروا على هذا النهج القويم وساروا عليه لما له من نتائج موفقة وإيجابيات تنفع الجميع. وفي مجلس صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم ومن خلال الجلسة المسائية التي يستقبل فيها سموه العلماء والقضاة وطلبة العلم والمسؤولين وعامة الناس حيث يحرص - حفظه الله - على ذلك اللقاء الأسبوعي والذي يتم في قصر الضيافة وفي ذلك اللقاء يتبادل سموه الكريم الأحاديث وتتم المناقشات مع الحضور والتي يديرها سموه الكريم بكل دقة ونجاح حيث يحرص - حفظه الله - على طرح عدد من الأمور التي تهم الوطن والمواطن ويستمع خلال تلك الجلسة إلى آراء الحضور ويبدئ -حفظه الله- توجيهاته السديدة من خلال تلك المناقشات فتثمر ثمارا يانعة ويخرج الحضور بفوائد قيمة تؤكد اهتمام المسؤول الأول (أعني سمو الأمير فيصل وفقه الله) بما يتم طرحه ومناقشته وتؤكد أيضا على اهتمامه وعنايته وحرصه على أن يؤدي كل مرفق خدمي بالمنطقة الواجب الملقى عليه لغرض شمول الخدمات الحكومية وكذلك الخاصة وأدائها وفق الأنظمة والتعليمات المرسومة لها. وفي إحدى الجلسات الأسبوعية التي أتحدث عنها استقبل سموه الكريم جمعا من المواطنين والذين تقدموا له بطلب ضمنوه تأخر إحدى الجهات المعنية بتقديم خدمة لهم وتقاعسها عن الوفاء بما يستحقون وبعد اطلاع سموه على طلبهم شرح عليه بما يضمن أداء ذلك المرفق المقصر بالخدمة التي يحتاجها أولئك المواطنون، حيث وجه المسؤول المعني في الإمارة في تلك اللحظة بمتابعة الموضوع الذي تقدموا من أجله، وأكد على الاهتمام والعناية وأبدا الترحيب بهم ووعدهم بأن يتم بأقرب فرصة إنجاز ما تقدموا به وخاطبهم سموه الكريم بأن توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني كلها تؤكد على الاهتمام بالوطن والمواطن وأن يقوم كل مرفق خدمي بما يجب عليه تجاه الوفاء بمتطلبات الجميع وفق التعليمات والأنظمة السائدة وقد بدا السرور والغبطة على محيا أولئك المواطنين ولهجوا بالدعاء بأن يحفظ الله للوطن راعي نهضته وقائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وأن يكلأ الجميع برعايته وحفظه ويديم على الوطن والمواطن الأمن والأمان ثم شكروا سموه الكريم على ما أبداه من اهتمام وعناية بما ضمنوه طلبهم. هذه النتائج المتوقعة والعواقب الحميدة لهذه السياسة التي أرسى قواعدها ورسم خطوطها جلالة الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - واستمر عليها أبناؤه وأحفاده من بعده ممن تقلدوا مناصب قيادية في هذا الوطن. الواقع أن هذه نعمة وهي من النعم التي يحسدنا عليها الكثير ممن حولنا فلقاء المواطن بالمسؤول وطرح ما لديه من مشاكل وأمور إليه مباشرة تؤدي وضع الأمور في نصابها وتحقق مبدأ العدالة وحصول كل مواطن على حقوقه التي كفلها له نظام الحكم المستمد من الشرع المطهر. لذا يحسن بكل مسؤول أن يسير وفق هذا النهج ويتيح للمواطن (المراجع) المجال بأن يلتقي به ويسمع منه ما يدور بخلده فيحل مشكلته ويسهل له ما يريد من خدمات وفق التعليمات والتوجيهات في هذا ولا يعمد ذلك المسؤول إلى الحجج الواهية والانشغال عن قضاء حوائج الناس لأن ولي الأمر جعل في عنقه هذه الأمانة التي يجب على كل واحد أن يحرص على أدائها ويقوم بما كلف به حتى تستقيم الأمور وتصلح الأحوال لأن ولي الأمر مشغول بما هو أكبر. أعود وأكرر بأن هذه السياسة التي عرفت بسياسة الباب المفتوح تعتبر نموذج فريد في هذا الوطن يتميز بها عن بلدان العالم. وهناك روافد لهذه السياسة خاصة في هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- ومن تلك الروافد برنامج صوت المواطن وهو أحد برامج إذاعة الرياض البرنامج العام وكذلك برنامج لست وحدك من إذاعة جدة البرنامج الثاني وسوى ذلك مما يطرح في الصحف اليومية وسائل الإعلام المرئية وكلها تنطلق من ذلك النهج القويم الذي وضع لبناته الأولى المؤسس لهذا الكيان جلالة الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-. شكرا سمو الأمير فيصل بن بندر على هذه العناية والرعاية التي تولونها لأبناء هذه المنطقة وهي جزء غال من الوطن الكبير المملكة العربية السعودية. ثم شكرا على حرصكم على اللقاء بالمواطنين (رجال ونساء) وكل من يود التشرف بالسلام عليكم والحديث إليكم عما يجول بخاطره. حفظكم الله وبارك في جهودكم المخلصة. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.