قبل شهر أو أكثر انتقل إلى رحمة الله تعالى الأستاذ سليمان محمد البهلال محافظ السليل ورماح وشقراء والقويعية سابقاً. وقد كان لفقد الأستاذ سليمان وقع مؤلم على زملائه ومحبيه وكل من عمل معه في تلك المحافظات؛ إذ كان يمتاز - رحمه الله - بشخصية فذة وقوية، ويمتاز - رحمه الله - أيضاً برؤية عميقة وإدراك كبير لمختلف الأمور، مع شخصية قوية وفذة، وهو ما كان يجب أن تكون عليه شخصية المحافظ، بحكم أن عمل المحافظ يعتمد على الرؤية الثاقبة وقوة الشخصية. وكان - رحمه الله - ممن تتوافر فيه هذه الصفات، إضافة إلى ثقافته الإدارية وأسلوبه الشيق وحسن تعامله مع موظفيه وقدرته على تطوير ورفع مستوى الأداء الإداري لمنسوبي الإدارة التي يرأسها. كان - رحمه الله - ذا شخصية مبتكرة للجديد في العمل ولقدرات الموظف، والعمل على تطويرها وتحسينها. لقد كان يربطني به علاقة وثيقة، سواء في العمل أو خارجه. وأتذكر أنه أرسلني مندوباً له لبعض الجهات الحكومية بالرياض، وكان يشجعني على الأداء الجيد، كما كان له السبق في تحفيز الموظف على تولي مسؤوليات أكبر. وقد تخرج على يديه بعض الموظفين الذين تولوا مسؤوليات أكبر فيما بعد. وبعد أن انتقل إلى محافظة القويعية في عام 1413ه استثمرت علاقتي به بشكل أخوي، وهذه صفة تميز بها - رحمه الله - من خلال حفاظه على علاقاته بزملائه حتى بعد انتقاله عنهم. وهناك مواقف طريفة لا تُعد ولا تُحصى لي ولبعض زملائي معه، ليس هناك مجال لذكرها. ولعل ما آلمني أنه قد هاتفني قبل وفاته بأسبوعين في موضوع خاص، وكنت أنتظر منه مكالمة، لكن المفاجأة كانت رسالة تخبرني بوفاته، فكانت أشد إيلاماً، وكان الحزن والتأثر أشد وقعاً على النفس. رحم الله أستاذنا العزيز سليمان محمد البهلال، وأسكنه فسيح جناته؛ فقد فقدنا شخصية إدارية واجتماعية، كانت تمتاز بالإدارة القوية، واتخاذ القرارات القوية في مجال عمله في إدارة شؤون المحافظات. وتعازينا لأبنائه وأسرته، وعلى رأسهم ابنه الأكبر الأخ والصديق فهد، وأحمد وخالد وبقية أبنائه. رحم الله والدهم، وغفر له، وألهمهم الصبر والسلوان.. فهذه حال الدنيا، كل يوم تُفقدنا عزيزاً لا نتذكره إلا برحيله من دنيا الفناء إلى دار البقاء.