لكل مجتمع خصوصية, الخصوصية التي اختلفنا حيالها مرة نقر بها، ومرات نبعدها, فهي أشبه بالبيروقراطية الإدارية، نريدها تضبط إجراءات أعمالنا، ولا نريدها أن تكون عائقاً لنا. في بريدة، أو في مدن وقرى القصيم، تبرز خصوصية المرأة العاملة والمنتجة احترام المرأة التي تشكل رباط جأش البيت والمجتمع؛ تتولى زمام الإدارة في حال غياب الرجل عن المنزل؛ إذ اتصفت منطقة القصيم ببلاد الرحلات؛ لأن أهلها من رجالات بني عقيل ممن يسافرون في رحلات الشتاء والصيف للدول القريبة منهم (العراق، الأردن، سوريا، لبنان، تركيا, مصر والسودان)، والرحلات البعيدة عنهم (البحرين والهند وباكستان وإيران). قدر القصيم الجغرافي أن تكون متوسطة المسافات وممراً لطرق الحج والتجارة القادمة من شرق العالم الإسلامي وشرقي الجزيرة العربية للمدينتين المقدستين (مكةالمكرمة والمدينة المنورة). هذه الخصوصية التي تحصلت عليها المرأة في القصيم أكسبتها الاحترام داخل الأسرة، وعمقت دورها الإيجابي في العمل بالمنزل وخارجه في أعمال المرأة الإنتاجية التي كونت لها ثقافة مجتمعية، توارثتها الأجيال، تجلت في احترام المرأة (الأم،الزوجة والبنت)؛ لذا لم أستغرب عندما كرمت إدارة مركز الأمير سلطان لطب وجراحة القلب في القصيم بدعم من القطاعات الصحية بالمنطقة السيدة (أنيلا سمرو) نظير وقوفها ومساندتها ودعمها لزوجها الدكتور (طارق سمرو) الذي قضى أكثر من 20 سنة في خدمة مرضى القلب في منطقة القصيم بعيداً عن موطنه الأصلي (باكستان)؛ إذ سلم الأستاذ خالد الحسينان مساعد صحة القصيم الزوجة (أنيلا سمرو) ربة المنزل شهادة الشكر والتقدير والعرفان تكريماً لها لوقوفها مع زوجها المدير الطبي للمركز الذي قضى سنين عمره في خدمة قلوب مرضاه. هذه السيدة الفاضلة ربة منزل مثل جميع الأمهات والزوجات المخلصات، تولت المسؤولية في إدارة المنزل أثناء غياب زوجها في العمل والسفر والغربة، وحتى بعد الرحيل فيما بعد. فإن نجاح كثير من الشخصيات الإدارية والطبية والهندسة والأكاديمية, والنجاح الذي حققته شخصيات سياسية واجتماعية وتجارية مرموقة، كان بفضل الله ثم بفضل أم أو زوجة، جعلت من بيتها وقلبها الطيب روافد تغذي نجاحاته بحرصها الشديد على نجاح زوجها، وجعل المنزل جنة وواحة إبداع وملاذاً للزوج والأبناء، يمتد ليصل للأحفاد؛ إذ تنطلق منه لبنات وأعمدة البناء. في القصيم، وفي مناطقنا العزيزة، يدرك المجتمع جيداً دور الأم والزوجة؛ لذا نشاهد في معظم مناسبات القصيم من احتفالات (الكليجا ومواسم التمور والمؤتمرات الطبية والتجارية والفعاليات الاجتماعية والثقافية) مشاركة المرأة في الأجنحة بصفتها منتجة وحاضنة لأجيال إبداعية، فقد حظيت المرأة في فعاليات منطقة القصيم بأهمية ورعاية؛ كونها تملك سجلاً في بناء هذه الأجيال، وحققت المكاسب الاجتماعية والإنتاجية. فزوجة الدكتور طارق سمرو السيدة الباكستانية أنيلا سمرو عاشت بالقصيم، ووقفت بجانب زوجها لأكثر من 20 سنة حتى افتتح مركز القلب، فهي الأم والزوجة التي تصادف أن عاشت وسط نساء يتكئ سجلهن الحضاري على تاريخ العقيلات العريق، وتراث حضاري للمرأة التي تولت إدارة بيتها في حضور وغياب زوجها، وكانت الشمعة التي تقود المجتمع في أحلك أيامه؛ لتعبر به الإنفاق المظلمة. بارك الله بنساء بلادي وهن في مراتب عالية في البيوت لتربية الأجيال وفي المستشفيات وقطاعات العمل والجامعات العالمية لإدارة بلادنا من نجاح إلى نجاح.