قبل عدة سنوات كتب الخبير الإعلامي الكبير الأستاذ محمد العبدي (إنهم يشربون)، في إشارة إلى انتشار المسكر - أكرمكم الله - بين فئة من اللاعبين هداهم الله، وحينها قامت الدنيا على جرأة أبي مشعل التي رأى فيها البعض كشف ستر وتنبيه الغافل معا. اليوم يقول المخضرم نجم نجوم منتخبنا الوطني 1994م الكابتن فؤاد أنور حين أشار بصريح العبارة لبرنامج (الحدث) إلى وصول لاعبينا إلى تعاطي (آفة المخدرات وتحديدا الحشيش المخدر) - أجلكم الله تعالى - وهنا وقفة لم يستطع مداد (بصريح العبارة) تجاوزها فضلاً عن تجاهل أهميتها وأهمية ومصداقية النجمين البارزين اللذين بدآ بالحديث قبل غيرهما. جمعتني صلة (تواصل) بالنجم الإعلامي الكبير الأستاذ محمد العبدي منذ ما يزيد على سبع سنوات، عرفت فيها معنى الحس الإعلامي الصادق واكتسبت الكثير الكثير من صفات الجرأة والصدق في الطرح، بعيدا عن حسابات المتملقين، أقول ذلك ويشهد الله لا أقول إلا ما عرفت وعايشت عن قرب لهذا الهرم الإعلامي الكبير، ولا اقصد من ذلك مجاملة لأبي مشعل فما يجمعني به فكرا وخلقا يفوق مجاملة كاتب لرئيس تحرير؛ فقلمي الذي حطت رحاله بالصرح الإعلامي الأول الجزيرة كتابة كانت قد حطت رحاله أيضاً في أربع محطات قبلها؛ تعاملت في أكثرها رقيا مع الإعلامي المميز منصور البدر ومن ثم الإعلامي الخبير سعد المهدي، وغيرهما؛ هو ذات القلم الذي يحط رحاله عند غيره من المسؤولين في إعلامنا طالما كانت (الكلمة) وأمانتها لا ترتهن بالأشخاص ولا تعترف بغير قول الحق. النجم الآخر هو المخضرم الكبير فؤاد أنور أمين؛ الذي عرفته عن قرب حين إشرافي الطبي على الإدارة الطبية بنادي الشباب، والحق أن من عرف فؤاد أنور عرف معنى اللاعب المحترف بمعنى الكلمة، أدب خُلق، التزام ديني وتعامل احترافي.. الاحتراف الذي جسده واقعا ونجما، كان خير مثال للقائد الميداني (القدوة) للاعبين سواء في ناديه أو في منتخب بلاده.. قال بصريح العبارة: أعرف الكثير من اللاعبين السعوديين يتعاطون المخدرات وبالأخص الحشيش، هذا الموضوع منتشر وبطريقة غير طبيعية، ومع تعاقب الأجيال زاد عدد اللاعبين المتورطين في هذه العادة. لذا؛ فنحن اليوم أمام (معضلة) تفتك بشبابنا صمت عنها الكثيرون وبادر بفضح متعاطيها نجمان كبيران بمرتبة (الثقاة) إن في الوسط الإعلامي الرياضي أو في الشأن الكروي؛ غير أن حديث أبي مشعل كان قد سبق بحسه الإعلامي هذا الخطر المحدق بسنوات، كان لمجرد الإشارة تلميحا لا تصريحا شيء من الخيال، فسبق جميع الإعلاميين من المحيط إلى الخليج وقالها بوضوح وصريح العبارة (إنهم يشربون). قال أبو مشعل نصاً: نعم الكثير من اللاعبين يحتسون الخمر بطريقة أقرب إلى الإدمان منها إلى التعاطي، وكل الرياضيين يعرفون هذه الحقيقة لكنهم يرفضون تناولها علناً لأنهم يعتقدون أن ذلك يعتبر تجاوزاً على العادات والتقاليد.. ما المانع أن يُلحق لاعبٌ بمستشفى الأمل لعلاجه من الإدمان؟.. ها هو مارادونا أعظم وأهم لاعب في التاريخ يذهب إلى كوبا للعلاج بينما نحن نرفض علاجاً مشروعاً للاعب في مستشفيات متخصصة لعلاج المدمنين. كتب الخبير بحسه الوطني ومنذ وقت مبكر لانتشار الآفة التي يبدو أنها غدت (ظاهرة).. كتب معلقاً الجرس الذي يبدو انه اسمع الجميع مسؤولين وغيرهم إلا من كان به صمم ولا يزال؛ حتى وصل الحال للمخدرات - أكرمكم الله - ذكرها نجم نجوم منتخبنا الوطني، مخدرات بات يعاقرها فئة من أشباه اللاعبين دون حراك فعلي من المسؤولين للوقوف بحزم تجاه هذا العبث الذي تحرمه الأديان السماوية وترفضه الفطرة الإنسانية السوية. اذكر أنني كتبت في جريدة الرياضية قبل نحو عشرة أعوام مطالبا بفضح المادة المستخدمة أمام اسم اللاعب المتعاطي وتطبيق بحقه ما ينال غيره بذات الجُرم من أفراد الشعب، واليوم بفضل الله أضحت اللجنة الأولمبية الدولية لمكافحة المنشطات تُقر الإعلان الواضح لاسم المادة المستخدمة بجانب إعلان العقوبة التي كان يكتفى إلى وقت قريب بإعلانها. يبقى في رأيي - المتواضع - الحزم من الجهات الرسمية ممثلة في المديرية العامة لمكافحة المخدرات، وإيجاد قنوات مشتركة للعمل بجانب اللجنة السعودية الأولمبية للكشف عن المنشطات في الجانبين التوعوي والعقابي معاً. ان الآفة الخبيثة؛ آفة المخدرات متى كان الجانب الرياضي مسرحاً ومرتعا لها دون قيام الجميع بواجبه سواء بالاتحادات الأولمبية واتحاد كرة القدم، والأندية والرعاة وكل منتسب للرياضة فلنقل السلام على رياضتنا وكرتنا وقبلهما.. شبابنا. يجب أن يكون هناك دور وطني فعال يفوق التستر الحاصل في أنديتنا ويجدد الأنظمة واللوائح الداخلية بالأندية والاتحادات بمقتضى الحزم الذي يحارب هذه الآفة الرذيلة. يجب أن يكون هناك تحرك وطني (مشروع متكامل) بهدف اجتماعي يضع الأندية وكل من في حكمها ممن يتعامل بها ومعها الشباب والشابات مباشرة؛ مشروع وطني يصل بالحزم والجزم في العقاب جنبا إلى جنب مع التوعية، ماذا وإلا فلننتظر بعد (انهم يشربون) قبل أعوام عدة، و(إنهم يحششون) اليوم، والله العالم ماذا سنكتب ونقول بعد عشرة أعوام في ظل الصمت وعدم الحِراك الفعلي.. (انهم......). خُذ عِلْم - كم أرجو أن يكون لقاء الأمس لصقورنا الخُضر خرج بانطباع إيجابي يستعيد معه الأخضر هيبة بطل، تأهل بامتياز مع مرتبة الشرف. - لمن شكك في صعوبة طريق الأخضر في التأهل بالعزف على وتر سهولة المنافسة؛ فليتأمل حال منتخب العراق بطل نسخة 2007 وأين هو اليوم من الخريطة الآسيوية. - يبدو أن العشوائية التي اعتاد خراجها الإعلام النصراوي تحديدا مع التحكيم هذا الموسم، قد أثرت سلبا على (عقلية) الكثير منهم حتى وهم يهاجمون (لوبيز) الذي أراد أن يُصلح شيء مما يفتقده النصراويون هذا الموسم أخذ الحق بلا مساعدات و(الانضباط بلا تعال).. صورة بدون تحية لعبد الله العنزي. ضربة حرة: يرَى الجُبَناءُ أنّ العَجزَ عَقْلٌ وتِلكَ خَديعَةُ الطّبعِ اللّئيمِ وكلّ شَجاعَةٍ في المَرْءِ تُغني ولا مِثلَ الشّجاعَةِ في الحَكيمِ وكمْ من عائِبٍ قوْلاً صَحيحاً وآفَتُهُ مِنَ الفَهْمِ السّقيمِ