المملكة تزخر بتراث معماري غني بمعطياته يعود لفترة تاريخية عاشت بواكيرها الأولى قبل أن تنتقل إلى مرحلة معمارية جديدة نشاهدها اليوم. هذه الفترة يمكن تأريخها من بداية تأسيس الدولة أوائل القرن الرابع عشر الهجري أوائل القرن (20) م عهد الملك عبد العزيز يرحمه الله وحتى أواخر القرن (14) الموافق منتصف السبعينات الميلادية تغطى فترات: الملك عبد العزيز, الملك سعود, الملك فيصل يرحمهم الله. وهي حقبة تاريخية واحدة بدأت بالتأسيس وانتهت مع بداية الطفرة الاقتصادية والتنموية الأولى عهد الملك خالد يرحمه الله، حيث تغيرت معها المملكة حضارياً واقتصاديا واجتماعيا، هذه الفترة لم تعط ما تستحقه من عناية في السجل العمراني للمملكة فهي لا تنسب للفترة الأثرية القديمة (الآثار الإسلامية المتأخرة) ولا تنسب للتاريخ المعاصر للمملكة الذي تغيرت ملامحه مع أنماط جديدة جاءت من العمارة الأوروبية, حيث انفصلنا تماما عن التراث العمراني لعمارة جنوب غرب آسيا الذي اشتهرت به منطقة الجزيرة العربية والخليج ذات المناخ الصحراوي والبيئة المشمسة شبه الجافة. الملك عبد الله يحفظه الله وجه باعتماد مشروع في هذا الإطار أعلن تفاصيله الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار نشرته جريدة الجزيرة يوم الجمعة الماضية: مشروع الملك عبد الله للعناية بالتراث الحضاري. وقد أقره مجلس الوزراء مؤخراً لإطلاق حملة تعريفية بالتراث الحضاري برعاية سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز ويستمر المشروع (3) سنوات يهدف إلى تعزيز معرفة المواطن بتاريخ الوطن وتأهيل وتشغيل المباني والقصور التاريخية للدولة في عهد الملك عبد العزيز يرحمه الله. المملكة لها تراثا عمرانيا يجسد ويعبر عن تلك المرحلة المبكرة من تاريخنا الحديث, يمكن أن نجد له مثيلا في معظم دول العالم التي حفظت تراثها التاريخي والسياسي خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى وهي مرحلة تشكل الأطالس الجغرافية والخرائط للدول الجديدة بعد استقلال العالم من الهيمنة الاستعمارية والنفوذ الأوروبي على العالم القديم. المملكة لديها أنماط من التراث العمراني والحضاري والسياسي يمكن مشاهدته في الأحياء والقصور الملكية في: الناصرية، المعذر، المربع، الوشم. شريط ممتد من وسط الرياض باتجاه الغرب التي تمثل الرياض القديمة حيث تغطى الفترة التاريخية: الملك عبدالعزيز، الملك سعود، الملك فيصل يرحمهم الله. تنتمي لأنماط العمارة الشرقية التي تقوم على الحجارة والأعمدة (الخرزية) والواجهات الحجرية تستمد معظم أدواتها وخاماتها من البيئة المحلية، وطرازها يحاكي الطراز الشرقي الذي يناسب بيئة جنوب غرب آسيا. إذن لدينا كنز من التراث العمراني في أحياء الناصرية والمعذر بالرياض وفي مكةالمكرمة، جدة, الطائف، المدينةالمنورة، الأحساء، القصيم، حائل، جازان، عسير. قصور ملكية عريقة وتاريخية كانت لها دور في التأسيس في الحقبة الأولى التي كانت فيها الدولة تتشكل سياسيا ومعماريا وحضاريا.