حارب عقلاء الوسط الرياضي ومازالوا يحاربون التعصب الرياضي بكافة أشكاله وأنواعه, وحذروا كثيراً من مغبة السير في هذه العتمة التي لا نعلم إلى أين ستؤدي بنا, ووقفوا ضد كل من يثير التعصب ومن ينتمي له, ولأن صوت النشاز دائماً ما يكون بارزاً فقد برزوا وأخذوا حيزاً لا يستحقونه سواء في الصحف أو حتى في البرامج الرياضية التي تتمتع بعدد كبير من المنتمين لفئة التعصب, وهذا ما دعا غالبية الوسط الرياضي إلى أن يدعوا إلى محاربة الجهل الرياضي الذي تتسم به تلك الفئة التي مهما حاولت إصباغ صفة «الإعلامي» عليها لن تنجح, فالإعلام له مقوماته التي ترتكز على الحياد والموضوعية بعيداً عن الإسفاف وغرس التعصب في عقول الشباب. ومثلما حذرنا كثيراً من مغبة الانسياق خلف التعصب الرياضي في الوسط الرياضي هانحن نحذر من غرس التعصب الرياضي داخل التعليم الذي ستكون عواقبه وخيمة متى زاد عن حده, خاصة وأنه في الفترة الأخيرة أصبحنا نرى ونشاهد الكثير من الملاحظات التي توحي لنا بأن التعليم مقبل على فترة عصيبة إن لم يتدارك مسؤولية ذلك فإن الأمور ستزداد سوءا. لقد لاحظ الجميع مقدار التعصب والجهل الذي يتمتع به بعض «معلمي» المدارس, فقد شاهدنا في الفترة الأخيرة متعصبا يدعو متعصبا ليلقي محاضرة عن التعصب! وشاهدنا معلما يلغي «السلام الوطني» ويستبدله بكلمة «متصدر لا تكلمني», وسمعنا الكثير من الحالات التي لا يقرها إنسان عاقل, فما بالكم بمعلم يفترض أن يكون متعلما ومثقفا يدرك ما يقوم به! إن المجتمع السعودي بكافة أطيافه يستنكر ما تقوم به ثلة متعصبون وليسوا معلمين لا هم لهم إلا زرع التعصب بين أبناء الوطن, ومن هذا المنطلق نتوجه للأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم الذي بكل تأكيد لا تفوته مثل هذه الأمور, كيف لا وهو من يطلع ويقرأ كل ما يخص وزارته, وقد سبق وأن أرسل خطاب شكر وعرفانا للزميل سليمان الجعيلان الكاتب بصحيفة الجزيرة بعد أن قرأ له مقالاً كان عن التعصب الرياضي في التعليم, وهذا لا شك يؤكد مدى متابعة سمو وزير التربية والتعليم لما يطرح في الوسط الرياضي, وهذا الأمر يجعلنا نقول لسموه اضرب بيد من حديد على كل من تطاول على أنظمة التعليم, ومن يحاول غرس التعصب في عقول أبناء الوطن لمصالح دنيئة! فالنشء أمانة في أعناق من حظي بشرف التعليم الذي قبل أن يكون ممارسة هو بالتأكيد تربية وغرس قيم مبادئ, فهل يعلم أولئك المتعصبون ذلك؟