رثاء في صاحبة السمو الملكي الأميرة لطيفة بنت فهد بن عبدالعزيز رحمها الله ألا إن فقد الأقربين جسيم كما أن أجر الصابرين عظيم على كل حال نحمد الله أنه لطيف بنا بالمؤمنين رحيم أحسن الله عزاءنا في صاحبة السمو الملكي الأميرة لطيفة بنت فهد بن عبدالعزيز، وأحسن الله عزاء إخوانها وأخواتها وكل أفراد الأسرة المالكة لهذا المصاب الأليم، لكن هذه إرادة الله الذي لا راد لقضائه {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}. ويعلم الله أن قلبي يعتصر ألماً وحزناً على فقدانها. وأنت وإن أفردت في دار وحشة فإني بدار الأنس في وحشة الفرد عليك سلام الله مني تحية ومن كل غيث صادق البرق والرعد واسمحوا لي أن أتكلم عن لطيفة الإنسانة التي تربت في كنف رجل ليس ككل الرجال، إنه الملك فهد بن عبدالعزيز خادم الحرمين وصانع المملكة الحديثة ومربي الأجيال الأول؛ فهو أول وزير للتربية والتعليم - رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. كان أباً قبل أن يكون ملكاً. في هذا البيت تربت وترعرعت فقيدتنا، ونهلت من معين والدها أنبل القيم التي جعلت منها سيدة استثنائية بكل المقاييس؛ لما تتصف به من جميل الفضائل؛ فهي ذات تواضع جم، وأدب رفيع، وصفاء سريرة، وأيادٍ بيضاء سخية، طوقت بالخير أعناقاً، فكم رسمت البسمة على وجوه الفقراء، وفي غفلة منا جميعاً رحلت: كأن الموت لم يفجع بنفس ولم يخطر لمخلوق ببال وما أحد يخلد في البرايا بل الدنيا تؤول إلى زوال سقى مثواك غاد في الغوادي نظير نوال كفك في النوال رحم الله الأميرة لطيفة رحمة واسعة، وأسكنها فسيح جناته، وأغدق عليها من رحمته، ورفع منزلتها ووالديها في عليين، وجبر مصاب إخوانها وأخواتها والأسرة الملكية، ومتعهم بالسلامة والعافية وطول العمر على طاعة الله تعالى.