حل المشكلة من جذورها هو العلاج الناجع، أما حل المشكلة من أوراقها فهو مُسكّن سرعان ما تعود المشكلة إلى جذورها وربما تزداد المشكلة وتتفرّع. حين تصفر أوراق الأشجار فلا تحاول علاج الأوراق، حلّل التربة التي تعيش فيها، ربما يكون نقص في الكالسيوم أو النتروجين أو البوتاس، ومن ثم حل المشكلة بإضافة السماد المناسب في المكان المناسب. عندما يصاب الإنسان بالصداع الكثير منا من يتناول حبة مُسكن (بنادول) يشعر خلالها بتحسن لكنه لم يعرف أسباب الصداع، والتي منها التهاب الجيوب الأنفية أو الإمساك وربما مشاكل في الأسنان أو التهاب الأذن الوسطي، علينا معرفة أسباب الصداع وحل المشكلة من جذورها وليس من أوراقها. حين ترتفع نسبة البطالة وتستمر في الارتفاع، علينا حل أسباب البطالة وليس إيجاد سُبل تعويض المُتضررين، ومن أسباب البطالة وفرة الأيدي العاملة الأجنبية الرخيصة ومخرجات التعليم وخاصة الفني والتدريب، وأسباب كثيرة أخرى على المختصين إيجاد حلول جذرية. المشكلة سوف تبقي كما هي ما لم تحل من جذورها، سواء أكانت مشاكل أُسريه أو اجتماعيه، والتدخلات السلبية تؤجج المشكلة وتغلق كل الأبواب المفتوحة وهكذا ، لنْ أكتب عن خطوات حل المشكلة بالتفصيل لأنها معروفة، لكنني سوف أذكرها بطريقة مختصرة - تحديد المشكلة - وضع الحلول - ضع المعايير التي ستقوم على أساسها باختيار الحل - اختيار الحل المناسب - وضع خطة لتنفيذ الحل - تنفيذ الحل ومن ثم تقييم التنفيذ. هناك أزواج وللأسف الشديد، يتهرّبون من حل المشاكل العالقة مع زوجاتهم، وذلك لمعرفتهم المسبقة بخطئهم والتهرّب من إيجاد حل للمشكلة معتقداً أنه رجل ويخاف على رجولته وهذا مفهوم ناقص ومغاير للواقع، وعلى زوجته تحمّل الخطأ، أي منطق هذا، هل هذا هو الحوار وإعطاء الزوجة حقوقها. التعقّل والتفكّر في حل المشاكل سبيل السعادة الزوجية، أما الصراخ والتّوعد فسبيل الشقاء والتظلّم. جميل جداً أن ندرك أنّ حل المشاكل تبدأ من جذورها وليس من أوراقها، وعلينا وضع الحل المناسب وليس في إزالة الأوراق الصفراء التي توشك على السقوط. إنّ التخلّص من الضغوط النفسية والاضطرابات النفسية الشديدة، عملية تحتاج وقتاً وصبراً عند الكثير، وسببها التهرّب من مواجهة المشاكل التي يعيشها وعدم القدرة على المواجهة، وبالتالي اتساع الدائرة والتدخل من الخارج، وهذا ما يؤزم المشكل. إنّ تأخير اتخاذ القرار في الوقت المناسب طريق سهل ممهد إلى الانتكاسة، وعلينا سرعة مواجهة المشكلة وتقليمها كما تؤقلم الشجرة من الأغصان الميتة لتعيش وتثمر. أخيراً إلى كل من يعيش مشكلة طبية أو أُسرية، لا تغلق عينيك وتصم أذنيك واجه المشكلة، فجميع المشاكل لها حلول وليس حلاً واحداً، بادر فكّر ومن ثم قرّر وتوكّل على الله، ولا تتردّد فالتردّد يقتل روح المبادرة . المريض الذي يشكو من ألم في الأطراف وعدم انتظام دقات القلب واضطرابات عاطفية، علية أن يبادر للطبيب المختص لمعرفة السبب (المشكلة) ومن ثم على الطبيب البحث عن الحل، وذلك بعد اتخاذ الإجراءات الضرورية، وفي أغلب الأحيان تكون هذه الأعراض نقص فيتامين بي. إنّ الفشل في حل المشاكل أياً كان نوعها خصوصاً الزوجية، سوف يجعل الفجوة بين الزوجين تكبر وتكبر، وتكون مبرراًَ لدخول الآخرين الذين يسعون لحل المشكلة أو يسعون في الخفاء في تكبير الفجوة.