صديقتي الأوروبية المسلمة والتي تعرفت عليها في أحد المطارات واستمر التواصل التقني بتوفر وسائل التواصل المجتمعية المتعددة، حادثتني وهي في طريقها للنادي الرياضي القريب من منزلها. وكانت تخبرني عن محاولتها جدولة برنامجها الرياضي مع ساعات عملها الجديدة وضرورة عدم الانقطاع كونها ستشارك باللعب في فريق السلة الذي ستمثل فيه جهة عملها. واستوضحت الأمر فوجدت أنها فرق نسائية 100% عبارة عن مجموعة من الجهات في القطاع الخاص ما بين جامعات ومدارس ومؤسسات وتمثل الجهة إحدى الموظفات، بحيث يتكون هناك فريقان للعب، وهناك تغييرات دورية في عناصر كل فريق بالتبادل أو التجديد. وسرحت بخيالي بعيداً بعد نهاية المحادثة أو ربما كنت «أشطح بتفكيري خلال المحادثة أيضاً»، واستحضرت مشاركتنا السعودية الأولمبية التي رغم تواضعها كانت مصدر فخر للجميع. تذكرت مستوى تدريب المشاركات وما هو السبب في تدني المستوى فأين يمكن أصلاً أن يتدربن؟ لا أتوقع أكثر من كونها اجتهادات شخصية ربما في الجري في حوش أو سطح المنزل وبتشجيع من الأهل بالتأكيد، في حين كان يجب أن يكون التدريب متخصصا، لاسيما في مثل رياضة الجودو وحتى الجري، فهناك تقنيات ان فهمنا أفضلها فهو لبس الحذاء المناسب الذي لا نعلم هل هو للركض السريع أم الهرولة أم لغير ذلك فالمهم في تصورنا ان يكون حذاء رياضيا حتى لو كان للملاكمة. وتذكرت أنني في 25 صفر من العام 1420 الموافق 9 يونيو 1990 كتبت مقالاً هنا في صحيفة الجزيرة عن الرياضة النسائية، وإن كنت ضد تقسيم الرياضة بين نسائي ورجالي، لكنه كان موضوعا عن مشاركة المرأة وتشجيعها للمنتخبات المحلية، ولم يحدث تغيير جذري وملموس فيما يتعلق بمشاركة المرأة سواء كممارسة في المدارس والجامعات وهي مغلقة ونسائية بالكامل، أو مشاركة مقننة في المحافل المحلية والدولية رغم مرور هذه السنوات، ومازال الوضع قائما وذات الآراء قائمة عدا انني وعلى الصعيد الشخصي كنت نصراوية وأصبحت أردد أنني مع المنتخب حتى لا أخسر أصدقائي من كافة الطوائف الكروية. حضرت منذ سنوات، ولأول مرة مباراة كرة قدم (تشلسي وماليزيا) في بلد اسلامي وبرفقة عائلتي واستمتعنا بالمتابعة والمشاهدة والتشجيع، وكذلك كل العائلات المتواجدة، ولم نسمع أو نشاهد تعدي أحد على أحد، فالنظام والانضباط ساد الموقف. ولم يكن هناك قسم للعوائل وآخر للعزاب، فطالما ضبط كل شخص سلوكه فهذا هو الأهم وكانت متعة عائلية. لا أعلم تحديدا وحقيقةَ ما هو مثلا سر الرفض أو التحفظ المبالغ فيه في أن يتم ادارج الرياضة في مدارس البنات مثلا، وهي مدارس للبنات بكامل طاقمها، وأكرر ما قلته في مقالي السابق فهن احوج منها للرجال بسبب التغييرات الفسيولوجية وطبيعة المرأة. بح صوتي كغيري، ولن أزيد فموضوع المقال القديم مازال قائماً وحياً، ومع الأسف لم ينجح أحد حتى تاريخه، ومنعا للتكرار - حتى وان كان يعلم الشطار - لمن رغب في الاطلاع يعود للمقال السابق ذكره. وهذا الرابط: http://www.al-jazirah.com/1999/19990609/rv1.htm