مع انتهاء اليوم الثالث منه، لا يزال مهرجان الرياض للمأكولات العالمية يحقِّق نجاحاً باهراً، وقد اكتظت خلال هذا اليوم الفنادق والمراكز التجارية المشاركة بالزوار، الذين أبدوا تفاعلاً كبيراً مع مختلف الفعاليات. ومن الفعاليات التي حققت نسبة كبيرة من الحضور والمشاركة سلسلة الفعاليات الحيوية المرتبطة بشكل مباشر بالمجتمع السعودي من حيث ثقافة الطعام وعناصر الضيافة، إضافة إلى مجموعة أخرى من الفعاليات التوعوية والترفيهية وأخرى خاصة بالأطفال. وكانت هيئة السياحة والآثار قد أطلقت هذه الفعاليات في كل من المركزين التجاريَّيْن (الحياة وغرناطة)، يوم الأربعاء الماضي، بالتوازي مع حفلات افتتاح فعاليات الفنادق، وذلك وسط حشد كبير من الضيوف؛ ليبدأ بعدها كرنفال حفل الافتتاح، وهو عبارة عن جولة يقوم بها المهرج الطباخ خلف متطوعين، كلٌ منهم يرتدي زياً لشخصية كوميدية أو كرتونية؛ وذلك لإضفاء بعض المرح والحيوية على أجواء المهرجان، ولتقديم الفعاليات بشكل أوسع وأكثر تأثيراً. وتمتد الفعاليات لمدة 10 أيام بالتزامن مع إجازة منتصف العام الدراسي خلال الفترة من 15 إلى 24 يناير 2014م. ومن الفعاليات الرئيسية للمهرجان المأكولات الشعبية السعودية؛ إذ تقوم نخبة مميزة من أمهر المتخصصات في الطبخ المنزلي بتقديم المأكولات الشعبية السعودية التي ترتبط بمختلف مناطق وثقافات المملكة، دون الحصول على أي مقابل مادي منهن؛ وذلك لدعمهن وزيادة نسبة مبيعاتهن وقاعدة بيانات عملائهن، ولتوفير تجربة ممتعة لثقافة الضيافة السعودية، وللمطبخ السعودي الزاخر بتنوع أطباقه. كذلك هناك فعالية قهوة وتمر، وهي عبارة عن مجموعة من الشباب يقفون عند مداخل المراكز التجارية بزي شعبي قديم، ومعهم القهوة العربية وحلوى الشعثة الشعبية المصنوعة من التمر مع بعض المكونات الأخرى، ويقدمونها مجاناً على زوار المركز؛ وذلك لإلقاء الضوء على فنون وعناصر الضيافة السعودية. ومن الفعاليات المهمة أيضاً فعالية ركن الفخار، وهو ركن لبيع أواني الفخار الأصلية، ويتم فيه توضيح الفوائد الصحية للطعام المحضر بأواني الفخار. وهناك أيضاً فعالية تراث محسوس، وهي مساحة صغيرة تُعرض فيها أوانٍ وأدوات مطبخ قديمة، ويتاح للمتفرجين تصويرها ولمسها للاطلاع على نوعيتها وكيفية استخدامها. أما الفعاليات التوعوية فكان منها فعالية هرم الاحتياجات الأساسية (نظرية Maslow). ويعرَّف هرم الاحتياجات بأنه يساعد على تنظيم حياة الإنسان وتوجيهه نحو التقدم والنجاح، وذلك بتحديد أولوياته بما يخدم تطوره الإنساني والوظيفي والحياتي بشكل عام؛ لذا وبهدف توعية الزائرين واختبار معرفتهم باحتياجاتهم تم تقديم فعالية توعوية هي عبارة عن مجسم هرمي، وترك المجال لزائر الركن بأن يرتب الاحتياجات على الهرم حسب أولوياته. وتأتي الفكرة كتوظيف لرسالة (ابتسامة أعالي) التي أنشأتها شركة (أعالي) مستشار التنظيم للمهرجان. وحتى يكون ممتعاً لفئة الصغار أيضاً، خصصت بعض الفعاليات في المهرجان للأطفال، منها: فعالية جدار التلوين، ملصق عليه رسم ذو مفهوم صحي مقسم إلى مربعات منظمة، كل مربع يحوي رقماً وجزءاً من الرسم، ويعطَى الطفل ورقة لتلوينها بنفس حجم المربع والجزء من الصورة، بالألوان التي حُددت حسب الرقم الموجود عليها، وبعد انتهائه يلصق المربع في مكانه على الجدار. وأيضاً فعالية الأكل الصحي؛ إذ يوضع على طاولة مستطيلة عدد من أصناف الطعام الصحية وغير الصحية (على شكل مثلثات مصنوعة من الورق)، كأنها بوفيه مفتوح، يختار الطفل منها ما يريد ثم يتجه إلى طاولته، وفي النهاية تكون في انتظاره متطوعة، تبيّن له الأكل الصحي بواسطة لاصق على الورقة، وتطلب منه إرجاع الأكل غير الصحي لاستبداله بأطباق صحية، وفي النهاية يأخذ الطفل الورقة معه إلى المنزل. ولم يغب الجانب الترفيهي عن المهرجان؛ إذ تم اختيار لاعب خفة؛ ليتجول في المركز، ويقدم بعض الأفكار الغريبة والألعاب والعروض السريعة.