قد أودع الله سبحانه وتعالى في الإنسان طاقة هائلة، تتمثل هذه الطاقة في جوانب عديدة فيه، وحباه الكمال والخلقة الحسنة؛ وأنها في أحسن تقويم {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ }، وجعل منه آية للتأمل والتفكر {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ }، ومن هذه الآيات التي أودعها الله في الإنسان آية العقل وما ينطوي تحت مضمونه.. فالفكر وما يغزوه من خلايا وعمق تركيب، وما يحمله من قدرة، كل هذا أخذنا نحو التقدم والتطور والنهوض والظهور نحو الأفق والكمال الإنساني.. من هنا ندرك مدى استغلال هذا الفكر وهذا العقل الذي جعله الله لنا ميزة هامة ومستقلة في تحقيق الهدف والغاية من خلقنا {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }، والعبادة تتعدد أساليبها وتقربنا بها إلى الله ابتداءً من أداء الواجبات وما يحيط بها من مستحبات واجتناب نواهٍ.. إلى كثير من السلوكيات التي تمارس وفيها رضا الله تعالى، والتعلم والتعليم قد حث عليه الدين القويم ( اطلبوا العلم ولو في الصين)، (طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة).. والتعليم والتربية صنوان لا ينفصلان ولا يفترقان، وهما كثمرة لهذا العقل وإشعاله ويتمثل في جزء منه في التفوق والنهوض بهذا الفكر حتى يتشكل في ظهور صاحبه كنبراس وكشعلة تضيء لنا.. وأجد أن طلبتنا هؤلاء هم الشعلة، وهم مواقد الضياء، ما سبق هو عبارة عن مقطوعة من كلمة - قد كتبتها - في حق طلبة تميزوا وحصل على تحصيل علمي عالٍ استحقوا عليه الاحتفاء بهم وتكريمهم في حفل يليق بتميزهم.