افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة يوم الاثنين من الأسبوع الماضي بمتحف الشارقة للفنون في منطقة قلب الشارقة، مهرجان الفنون الإسلامية في دورته السادسة عشرة متزامنا مع قرب احتفالات الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية 2014 ، مؤكدة بهذا المهرجان دورها الريادي المهم على المستويين العربي والعالمي، حيث اصبح لهذا المهرجان مكانته البارزة بين مهرجانات الفنون في العالم التي تقام في هذا العام لتجسد تعددية الأنساق الفنية في زمن الحداثة الذي تنظمه إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام بحكومة الشارقة. حضر الافتتاح والجولة سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة وعدد كبير من المسؤولين وجمهور غفير. وقام سموه فور وصوله بجولة في ردهات وأجنحة المعرض الفني متفقداً ومتعرفاً على أكثر من 172 عملاً فنياً من الأعمال الفنية المعاصرة التركيبية والمنسوجات والتصوير ضمن 18 معرضاً فنياً أبدع أعمالها 41 فناناً من دول عربية وعالمية. تنوعت تلك المعارض وتعددت سبل التنفيذ التي تصب مجملها في تقديم أعمال ذات هوية أو مرجعية إسلامية بأساليب معاصرة أبرزها السعودية والعراق ومصر والأرجنتين واذربيجان وإيطاليا وإيران وباكستان وألمانيا وتركيا. من جانب آخر أقامت إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام هامش فعاليات المهرجان المتعددة والمنتشرة في جميع مناطق ومدن إمارة الشارقة ندوة فنية بعنوان «انعكاسات مكانية في الفنون الإسلامية» موازية للفعاليات، وذلك بمتحف الشارقة للحضارة الإسلامية و على مدى يومين بمشاركة نخبة من الفنانين والنقاد والباحثين. شارك بها كل من د اياد الحسيني من العراق و د محمد أبو سبيت من السودان والأستاذ غازي النعيم من الأردن و د محمد حسن من مصر و د فاتح بن عامر من تونس والأستاذ محمد المنيف من السعودية و د عبد الكريم السيد من فلسطين . حول المهرجان أشار الأستاذ هشام المظلوم مدير إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام الى أن الفن الإسلامي من الفنون الحية التي تتطور وتتقدم بجهود فنانيها ومبدعيها وبدعم أولئك الأشخاص الذين يؤمنون بقدرة الفن الإسلامي على تجاوز الحدود وصولاً للعالمية وبقدرته على تقبل جميع أشكال الفنون المعاصر. حضور سعودي مشرف لا شك أن المشاركة السعودية والمتكررة في مثل هذه المهرجانات وفي إمارة الشارقة ما يكمل العلاقة متكاملة العناصر بين البلدين الإماراتالمتحدة والمملكة العربية السعودية سياسيا واجتماعيا وفنيا، بقي أثرها الكبير بين أبناء البلدين حيث يحظى أبناء المملكة من الفنانين أو النقاد وفي مختلف فروع الثقافة والفنون بدعوات متواصلة شارك فيها العديد من أبناء المملكة وكان لمشاركتهم الكثير من التميز. ففي جانب الندوات شارك محمد المنيف بورقة في الندوة المشاركة في هذا المهرجان ضمن ما قدم من أوراق العمل في الندوة التي حملت عنوان انعكاسات مكانية في الفنون الإسلامية . سعوديات في معارض المهرجان أما حضور المملكة في هذا المهرجان في جانب المعارض فقد شاركت الفنانة السعودية نهى شريف، تميزت بروحانية مدينتها مكه بقطع منحوتة تمثل نساء يلبسن العباءات يتجمعن في المسجد الحرام بناء على ما جاء في تفسير الفنانة لها بانها جزء من حياتها الشخصية في مكة، إذ تعبر عن معنى المدينة المقدسة، ولأنها تنتمي إلى خلفية دينية. عكست تلك الأعمال قدرا كبيرا من الروحانية والسلام النفسي والسكينة؛ فمكة بالنسبة لها هي جزء من هويتها وجزء من تاريخ عائلتها، كما تظهر مجموعة من النساء وهن يؤدين الصلاة الإسلامية وما تجسده من قوة الصلاة الجماعية التي يحث عليها الإسلام لمنافعها الروحية الكبيرة. صنعت تلك الأعمال من الرخام ومادة الراتنج الصمغ. كما تشارك المصورة السعودية نورة الحميري، بأسلوب توثيقي مفاهيمي معاصر، صور متعددة لتنوع اللبس في المملكة السعودية انطلاقا من ايمانها بأن الصورة تنقل المفاهيم والأفكار بطريقة سليمة، إذ في عمل ماذا لبست، تقدم سلسلة من الصور، التي تتناول مفهوم الزي الرائج في وقتنا الحالي، فبالنظر إلى كيف أن النساء في جميع أنحاء العالم ينشرن صوراً لملابسهن المختلفة وفي المناسبات المختلفة، أعدت بناء على ذلك نسخة سعودية من هذه الصور للعديد من النساء في أيام مختلفة، يلبسن ما قد يلبسنه عادة في تلك الأماكن، وغالباً ما تكون العباءة هي الأعم.