يفتتح صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد الله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة مساء اليوم مهرجان جدة التاريخية الأول , بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار. ويعد المهرجان الذي يستمر عشرة أيام الأول من نوعه ويتخلله أكثر من 46 فعالية تحاكي ماكانت علية جدة قديمًا في مسار بطول كيلو متر واحد، متضمنًا أسواق شعبية وعروض للحرف اليدوية والفنون والفلكلور الشعبي ومعرضًا للأسر المنتجة. كما تتضمن الفعاليات معارض للفن التشكيلي والكتاب وعروض مسرحية، بالإضافة إلى المتاحف ومعرض الصور القديمة والفعاليات الترفيهيه وأخرى موجهه للأطفال والمقاهي الشعبية والعروض المرئية بشكل يومي طيلة أيام المهرجان. ويشهد حفل الافتتاح عرض أوبريت «خير البحر» في ملمحة تحاكي تطور عروس البحر الأحمر عبر حقب عديدة. ويتوقع أن ترتفع نسبة الأقبال اليومي للمنطقة المركزية بالبلد (بوسط جدة) من 50 ألف إلى 70 ألف زائر بسبب تنوع فعاليات المهرجان. أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، أهمية مهرجان جدة التاريخية باعتباره إعلانًا عن مرحلة انتقالية مهمة وكونه يمثل امتداد لاهتمام الدولة بالعناية بالتراث الوطني، وشاهدًا على ما حظيت به محافظة جدة من رعاية بتاريخها وإسهامات أهلها في بناء الوطن، خاصة وأن المهرجان يأتي تجسيداً للحياة التي تكونت من منظومة من القيم والأصالة التي طبعت منطقة جدة التاريخية وأبقتها شامخة عبر الزمن. وأوضح سموه في تصريح صحفي، أن جدة التاريخية حظيت باهتمام الدولة منذ أن نزل بها الملك المؤسس عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - عام 1344 ه الموافق 1925م الذي اتخذ أحد بيوتها سكناً له لمدة عشر سنوات، وتوالت الرعاية الكريمة من الدولة خلال عهد الملك سعود وعهد الملك فيصل- رحمهما الله - حيث تم تأسيس شبكات الخدمات بجميع أنواعها وإنشاء المرافق الحكومية وإصدار نظام الآثار عام 1392ه الذي كفل الحفاظ على جدة التاريخية لاحقاً. وأشار سموه إلى أنه خلال عهد الملك خالد وعهد خادم الحرمين الملك فهد - رحمهما الله- شهد إطلاق عدة مبادرات تمثلت في إصدار نظام حماية منطقة جدة التاريخية، وهو ما شكل خط الحماية أمام زوال المنطقة في خضم حركة التوسع العمراني والتوجه للمباني الحديثة، وما صاحب ذلك من وقفات لصاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبد العزيز - رحمه الله- أمير منطقة مكةالمكرمة حينها الذي أطلق مشروعاً لتطوير المنطقة، تبعه في الجهود في عهد خدم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - جهود صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبد العزيز- رحمه الله - الذي توج بمشروع الملك عبد العزيز للمحافظة على منطقة جدة التاريخية عام 1425 ه . وأبرز سمو الأمير سلطان بن سلمان، اهتمام الدولة بجدة التاريخية من خلال إصدارات منظومة قرارات منها الموافقة على تسجيل الموقع في قائمة التراث العمراني باليونسكو، وتمويل مشاريع الترميم وغيرها، منوهًا بما حظي به المهرجان والأنشطة والبرامج المتعلقة بجدة التاريخية من دعم واهتمام من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة العليا لتطوير جدة التاريخية سابقًا. وأعرب سموه عن تقديره للجهود الكبيرة التي بذلها صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان، ومتابعته الدائمة لكافة الأعمال المتعلقة بهذا الموقع التاريخي. ولفت سموه إلى اهتمام صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة برعاية مهرجان جدة التاريخية في الأيام الأولى له كأمير للمنطقة، وهو ما يعكس اهتمام سموه بمواصلة أعمال التطوير وإطلاق المرحلة القادمة من الإنجازات. ووجه سموه شكره وتقديره الخاص لمعالي أمين جده وفريقه الذي عمل بكل جد في مشروع تطوير جدة التاريخيوتنظيم مهرجانها التراثي. وأفاد سموه أن مرحلة إهمال جدة التاريخية انتهت، مؤكدًا أهمية تعاون الجميع لتحقيق أهداف مشروع التطوير الذي سيسهم في إحياء تراث وطني مهم وسيكون عنصر جذب ثقافي وسياحي رئيس في مدينة جدة. وعد سمو الأمير سلمان بن سلمان مهرجان جدة التاريخية من المهرجانات المميزة في فكرتها وفعالياتها، مشيدًا بمبادرة الأهالي والملاك وتفاعلهم مع المهرجان وتحضيراته، الذي سيتحول إلى مهرجان سنوي تسعى الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع محافظة جدة وأمانتها أن يحتل مكانة بارزة على خارطة الفعاليات السياحية الوطنية الرئيسة.