يفتتح أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله مساء اليوم الخميس، مهرجان جدة التاريخية الأول، وذلك بحضور رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان. ويستمر المهرجان الأول عشرة أيام، ويتخلله أكثر من 46 فعالية تحاكي ماكانت عليه جدة قديما في مسار بطول 1 كيلو متر يحتوى على الأسواق الشعبية والحرف اليدوية والفنون والفلكلور الشعبي ومعرض الاسر المنتجة والمطاعم الشعبية ومعرض الفن التشكيلي والمسرحيات الثقافية ومعرض الكتاب والمتاحف ومعرض الصور القديمة والفعاليات الترفيهية وفعاليات الاطفال والمقاهي الشعبية والعروض المرئية والعروض الواقعية المختلفه التي تعرض بشكل يومي طيلة ايام المهرجان. أوبريت «خير البحر» يحاكي تطور عروس البحر الأحمر وأشارت اللجنة المنظمة لمهرجان جدة التاريخية، إلى حسن الطالع لأول مهرجان، الذي يأتي متزامناً مع تعيين الأمير مشعل بن عبدالله أميراً للمنطقة، وما عرف عنه من اهتمام كبير بالتراث والمواقع التاريخية، الأمر الذي رأى فيه المنظمون تعزيزاً لاهتمام سموه بالمنطقة التاريخية بجدة ورعايته للمهرجان. إلى جانب حفل الافتتاح سيتم عرض أوبريت "خير البحر" في ملحمة تحاكي تطور عروس البحر الأحمر منذ حقب عديدة. ملامح من جدة القديمة وقالت اللجنة المنظمة للمهرجان:" إن التجهيزات الخاصة بالفعاليات واستقبال الزوار قد اكتملت بنسبة كبيرة، كما تتوقع أن ترتفع نسبة الاقبال اليومي للمنطقة المركزية بالبلد (بوسط جدة) من 50 ألف زائر إلى 70 ألفا، بسبب تنوع فعاليات مهرجان جدة التاريخية، بمعدل زيادة 40% عن الأيام الاعتيادية تقريباً". ولعبت كل من محافظة جدة ممثلة في محافظها صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد، وهيئة السياحة والاثار دوراً ريادياً في إخراج المهرجان بهذه الصورة المشرفة. من جانبه أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار على اهمية مهرجان جدة التاريخية باعتباره إعلانا عن مرحلة انتقالية هامة وكونه يمثل امتدادا لاهتمام الدولة بالعناية بالتراث الوطني وشاهدا على ما حظيت به محافظة جدة من اهتمام بتاريخها وإسهامات أهلها الكرام في بناء الوطن، خصوصاً وأن هذا المهرجان يأتي تجسيداً للحياة التي تكونت من منظومة من القيم والأصالة التي طبعت منطقة جدة التاريخية وأبقتها شامخة عبر الزمن، وهو ما يعطي دفعة قوية بعد اكتمال منظومة القرارات والمشاريع الحكومية ومبادرات الملاك والقطاع الخاص التي ستكمل ملف تسجيل منطقة جدة التاريخية في قائمة التراث العمراني التابع لمنظمة اليونسكو صيف هذا العام 2014. الأمير مشعل بن عبدالله وأبان سموه أن جدة التاريخية حظيت باهتمام الدولة منذ ان نزل بها الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود رحمه الله في عام 1344 ه الموافق 1925م الذي اتخذ أحد بيوتها سكناً له لمدة عشر سنوات واتخذ مجلساً ومُصَلى بجوار مسجد الحنفي. وتوالت الرعاية الكريمة من الدولة خلال عهد الملك سعود وعهد الملك فيصل رحمهم الله وتم تأسيس شبكات الخدمات بجميع أنواعها وإنشاء المرافق الحكومية وإصدار نظام الآثار عام 1392ه الذي كفل الحفاظ على جدة التاريخية لاحقاً. وخلال عهد الملك خالد وعهد خادم الحرمين الملك فهد رحمهما الله الذي شهد إطلاق عدة مبادرات تمثلت في إصدار نظام حماية منطقة جدة التاريخية وهو ما شكل خط الحماية أمام زوال المنطقة في خضم حركة التوسع العمراني والتوجه للمباني الحديثة، وما صاحب ذلك من وقفات لصاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبدالعزيز رحمه الله أمير منطقة مكةالمكرمة حينها والذي أطلق مشروعاً لتطوير المنطقة، وتبعه في الجهود وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله جهود صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز رحمه الله والذي توج بمشروع الملك عبدالعزيز للمحافظة على منطقة جدة التاريخية الذي أعلن عنه عام 1425 ه. الأمير سلطان بن سلمان وأبرز سموه اهتمام الدولة بجدة التاريخية من خلال اصدارات منظومة قرارات منها الموافقة على تسجيل الموقع في قائمة التراث العمراني باليونسكو، وتمويل مشاريع الترميم وغيرها. ونوه بما حظي به المهرجان وكافة الأنشطة والبرامج المتعلقة بجدة التاريخية من دعم واهتمام من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة العليا لتطوير جدة التاريخية سابقا. وأعرب عن تقديره للجهود الكبيرة التي بذلها صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان، ومتابعته الدائمة لكافة الأعمال المتعلقة بهذا الموقع التاريخي. وأبرز الأمير سلطان بن سلمان اهتمام صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة، برعاية مهرجان جدة التاريخية في الأيام الأولى له كأمير للمنطقة وهو ما يعكس اهتمام سموه بمواصلة أعمال التطوير وإطلاق المرحلة القادمة من الإنجازات. ووجه شكره وتقديره الخاص لمعالي أمين جدة وفريقه الذي عمل بكل جد في مشروع تطوير جدة التاريخية وتنظيم مهرجانها التراثي. ولفت سموه إلى أن مرحلة إهمال جدة التاريخية انتهت، مؤكدا على أهمية تعاون الجميع لتحقيق أهداف مشروع التطوير الذي سيسهم في إحياء تراث وطني هام وسيكون عنصر جذب ثقافي وسياحي رئيس في مدينة جدة. واعتبر سموه مهرجان جدة التاريخية من المهرجانات المميزة في فكرتها وفعالياتها، مشيدا بمبادرة الأهالي والملاك وتفاعلهم مع المهرجان وتحضيراته، والذي سيتحول إلى مهرجان سنوي تسعى الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع محافظة جدة وأمانتها أن يحتل مكانة هامة على خارطة الفعاليات السياحية الوطنية الرئيسة.