الحنين للماضي سمة الكثيرين والمعزوفة الأكثر شجناً على أغلب الألسنة. جل من تقابلهم يشعرون بسعادة توقظها التفاتة سريعة للماضي تدفعهم لاستعراض فيلم مركون في الذاكرة فيه الكثير من المواقف والجميل من الذكريات التي تختلف من شخص إلى آخر، لكنها في مجملها ذكريات مغموسة في الحنين وملونة بالشوق واللهفة. ما سر هذا الحنين المتأصل للماضي الذي يسكن صدور وأخيلة الكثيرين؟! وما هو هذا الماضي الذي تنشط له الذواكر وتتعطر به الألسنة وتفوح به الشفاه؟! هل الماضي جميل لدرجة تشوقنا له ولهفتنا للحديث عنه.. وهل الحاضر سيئ لدرجة تدفعنا للتغزل بماضينا واستحضاره بمناسبة وبدون؟!. دوري يتوقف على طرح الأسئلة ومحاولات الإجابة اجتهاد قابل للصواب والخطأ. الحاضر ليس سيئاً في عمومه والماضي ليس جميلاً في عمومه، ففي كلا الحالتين أو الزمنيين هناك الجميل وضده، لذلك أظن أن حنيننا للماضي هو حنين وشوق لمرحلة سنية تجاوزناها واشتقنا لها ولا نستطيع استرجاعها إلا بالبحث عنها بالماضي والحديث عنها في الحاضر.. طفولة البعض.. شباب البعض أناس رحلوا .. كل هذا جزء من ماض جميل يغري الكثيرين بالحديث عنه.. فالحنين للماضي ليس بالمطلق وإنما حنين لذكريات وأحداث عشناها واستمتعنا بها ولا نستطيع استرجاعها إلا بالحديث عنها. الشعر الشعبي غني بقصائد الحنين للماضي والعودة له ومحاولة رسم لوحات منه بقصائد جميلة هي انعكاس لأحداث ومشاهد عاشها الشعراء وبقيت منقوشة في مخيلاتهم.. وهم مثل غيرها يرسمون ما يرونه جميلاً ويغضون الطرف عما عداه!. خطوة أخيرة: ل(نايف السميري) اجمل الحزن حزن التائبين وإنكسار النفوس النادمة الحياة اصلها في حاجتين نفس تبني ونفس ٍ هادمة