في ليلة الوفاء الكبير من ولي العهد الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وهو يرعى الجائزة التقديرية لمؤسسة الملك خالد الخيرية والتي منحت هذه السنة للأمير العظيم الرمز الأمني الكبير الذي حفظ أمن وسلامة هذا الوطن العظيم طوال حياته حتى أصبح الأمن في مملكتنا العزيز يضرب به المثل عالمياً الأمير نايف بن عبدالعزيز تغمده الله برحمته ورضوانه وأسكنه فسيح جناته، فقد تحدث عنه الأمير سلمان حفظه الله وهو يقدم الجائزة التقديرية لابنه الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز ويأتي هذا التقدير نظير العطاء الذي قدمه خلال الأربعة عقود الماضية بدءاً من توليه وكالة إمارة الرياض وانتهاء بولايته للعهد، مفنداً سمو الأمير سلمان في ليلة وفائه لحفل رعاية الجائزة الذي كنت متابعاً له عبر وسائل الإعلام المختلفة ذاكراً سموه حفظه الله بأن للأمير نايف -رحمه الله- دوراً لعبه أيام حكم الملك خالد -رحمه الله- في وأد فتنة الحرم المكي الشريف في العام 1400 والصلابة التي أبداها بالحرب على كل ما يهدد أمن الوطن من إرهاب القاعدة والمخدرات واهتمامه بالأمن الفكري واصفاً الأمير سلمان ولي العهد الراحل بالأخ والصديق منذ الصغر. وشدد في كلمة ارتجلها أمام حفل توزيع جوائز مؤسسة الملك خالد الخيرية مساء الأحد الخامس من شهر صفر في الرياض على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وما كان يوصي دائماً حول الاهتمام بالعقيدة أولاً والشعب والوطن قائلاً: يشرفني أن أكون بينكم بهذه الليلة السعيدة والتي تحمل الملك خالد رحمه الله، وأشكر أبناء وبنات الملك خالد على عنايتهم بهذه الجائزة وأخص الابن فيصل على جهوده المستمرة في هذه الجائزة. ومضى سموه يقول: ونشكر الله أن جعلنا في هذا البلد نعمل لخير مواطنينا وإنشاء المؤسسات الخيرية التنموية حتى تقوم بواجبها في هذا المجتمع المسلم العربي.. مضيفاً سموه: الملك خالد -رحمه الله- عمل بإخلاص واجتهاد ولا يمكن أن ننسى إنجازاته خلال فترة حكمة والملك خالد تميز بالصدق والإخلاص وصلاح النية والحرص على مصالح الوطن والمواطن على ما أعرفه عنه من خلال معايشتي له وهذا النهج عليه ملوك البلاد من عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن إلى أبنائه الملك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله وولي العهد سلطان ونايف رحمهما الله جميعاً، وهذا ليس بمستغرب فهذه البلاد قامت على العقيد الإسلامية ونبتت من بذور هذه الأرض منذ أولها حينما قامت الدولة الأولى على يد الإمام محمد بن سعود حتى الدولة الثانية على يد الإمام تركي بن عبدالله وهذه الدولة التي أقامها الملك عبدالعزيز وبدأها من الرياض وتحققت وحدة هذه البلاد واجتمع شمل هذا الشعب وأنا أرى أمامي أبناء الوطن في كل أقاليمه، وتابع الأمير سلمان قائلاً: نحن والحمد لله نعيش في ظل الشريعة الإسلامية في بد آمن وشعب متطور شعب يشعر كل منهم بالأخوة، والملك عبدالله -سلمه الله- يوصينا ويعني بخدمة شعبه ووطنه وعقيدته قبل كل شيء ونحن بأمن وأمان والمؤسسات الخيرية تعمل في كل أنحاء المملكة. وأشكر الابن فيصل وأبناء الملك خالد وبناته على جهودهم وأقول لهم: أنتم تمشون على نهج آبائكم وأجدادكم نسأل الله أن يوفقنا لما فيه خير ديننا وشعبنا ووطننا.. وأقول عن الأمير نايف -يرحمه الله- هو الأخ الصديق منذ الصغر أسأل الله له المعفرة. وقد تسلم أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف الجائزة التقديرية التي وهبت للأمير نايف بن عبدالعزيز تغمده الله بواسع رحمته من يد ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز. وفي كلمة للأمير سعود بن نايف عبر عن الصعوبة في الحديث عن أحد رجالات هذه الدولة الذين دأبوا على بذل الغالي والنفيس من اجل خدمة هذه البلاد من أيام الملك المؤسس مروراً بمن خلفه من الأبناء ووصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده والنائب الثاني.. مشيراً إلى ما تعيشه المملكة من تطور وازدهار لم يكن ليتحقق لولا توفيق الله ثم جهد الرجال المخلصين حتى أصبحت المملكة تحتل مراكز متقدمة في الكثير من المجالات.. واصفاً أمير الشرقية والده الأمير نايف بأنه كان العين الساهرة ورجل الأمن الأول لهذا الوطن وحقق الكثير من النجاحات في مكافحة الإرهاب والقضاء على عليه لينعم البلد بالأمن والأمان، كما نوه بحرص ولي العهد الراحل على أن يأخذ المواطنين حقوقهم بالعدل والمساواة مع عزم وحزم ورؤية صائبة بكل ما يعترض الوطن من عقبات واجهها بمسؤولية وقيادة عاليتين، حتى أنه كان يؤمن بأن المواطن رجل الأمل الأول وأنه يعتمد عليه بعد الله لحماية تراب هذا الوطن ولم يفقد سمو الأمير نايف ولم يفت سمو الأمير سعود أن يستحضر التعاون الذي كان يبديه والده الراحل تغمده الله بواسع رحمته ورضوانه من القيادة الرشيدة، منوهاً باهتمامه بإستراتيجية الأمن الفكري التي وقفت سداً منيعاً أمام محاولات تعكير أمن الوطن والمواطن. نعم فقد كنت أحد حضور هذا المؤتمر الذي عقد برئاسة سموه يرحمه الله وقد عقد في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بتاريخ 22 شوال 1432ه وكان مديرها آن ذاك معالي الدكتور محمد بن علي العقلاء وكان لقاءً علمياً وفكرياً مميزاً حضره جمع من العلماء والمفكرين في العالم العربي والإسلامي وقد أشاد الجميع بجهود صاحب السمو الملك سيدي الأمير نايف وفكره وإنسانيته حتى أن الحضور سعدوا بهذا اللقاء الفكري مثمنين جهود سموه وقدرته الفائقة على التشخيص وقراءة الأحداث وتحليلها تحليلاً أذهل الجميع، فتشعر أنك أمام إنسان مذهل فكراً وريادةً لما له من رؤى بعيدة المدى نعم تلك هي شخصية الأمير نايف الإنسان والرمز ورجل الدولة وما حديث أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد رئيس جائزة الملك خالد عن الجائزة بأنها فعل وطني تبقى راسخة إن شاء الله منذ توحيدها على يد مؤسسها العبقري عبدالعزيز بن عبدالرحمن جزاه الله خير الجزاء حتى عهد قائدها المخلص الصادق عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-. ولعلني وأنا أتحدث عن عظماء التاريخ أتمنى أن تتم إقامة جائزة كبرى يكرم بها عظماء تاريخنا ويأتي في مقدمتهم الملك خالد بن عبدالعزيز -رحمه الله-، لأنه عاش معنا ولنا فترة زاهرة من فترات بناء هذا الوطن العزيز وتميز عهده بميزات إنسانية فريدة وعظيمة، فالتاريخ يخلد الوفاء للعظماء ويبقون في حياتنا أحياءً وأمواتاً حفظ الله الأحياء وأسبغ على من غادرنا إلى الدار الباقية شآبيب الرحمة والغفران.. آمين.