السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أتابع بين الحين والآخر ما ينشر في صحيفة «الجزيرة» من أخبار حول تعيينات خريجي الجامعات والكليات (بنين وبنات) في السلك التعليمي، ووعود من المسؤولين في تصريحاتهم بتعيين البقية من الخريجين والخريجات في أقرب فرصة، ومع صدور التعيينات في كل قرار، نلحظ غياب (فئة) واستثنائها من قرارات التعيين، وهي فئة (خريجات كليات المجتمع) اللواتي أصبحنَ شبه منسيات، ومحرومات من التعيين لأسباب غير معروفة، لأن كل جهة ترمي باللائمة والمسؤولية على الجهة الأخرى، بأعذار غير منطقية تسببت في التأخير في البت في قضيتهن، وذلك على حساب مستقبلهن، ومستقبل أسرهن. فبنبرةِ حزن، وبصوتٍ واحد، تتساءل المئات من خريجات كليات المجتمع في جميع مناطق المملكة: متى يتم تعييننا على وظائف رسمية تتناسب مع مؤهلاتنا العلمية؟ سؤال وجيه، ومؤلم في نفس الوقت حينما ننظر إلى وضع المئات من بنات هذا الوطن الغالي على قلوبنا، وهن يعانين الأمرّين بسبب تهميشهن وعدم الاهتمام بمطالبتهن بالتعيين، بعد سنوات طويلة من الدراسة والسهر والتعب، على أمل الحصول على وظيفة مناسبة كبقية زميلاتهن الجامعيات في كافة التخصصات. فإذا كانت كليات المجتمع غير معترف بها، وغير معترف بشهادتها، فإننا نطرح علامة استفهام مهمة: لماذا تم افتتاح كليات المجتمع في مناطق المملكة؟ ومن الذي سمح للطالبات بالتسجيل فيها بعد الثانوية العامة؟ وهنا يفترض محاسبة من أمر بافتتاحها، وتعويض الطالبات الخريجات منها اللواتي وجدن أنفسهن في مأزق كبير، بعد أن تخلت عنهن هذه الكليات الهادفة للربح المادي دون النظر لمستقبل المئات من بنات الوطن الذي ضاع بسبب غلطة مسؤول. فالتعيين أمرٌ ضروري وملح، والتعويض حقٌّ لكل من تخرّجت وأمضت سنوات طويلة تنتظر مع إشراقة فجر كل يومٍ جديد خبر التعيين الذي طال انتظاره للكثير منهن. نحن ندرك تماماً ما آل إليه مصير الخريجات (العاطلات) بدايةً بتعب الدراسة منذ الصغر، والتطلع إلى إشراقة المستقبل، وانتهاءً بما وصل إليه الحال من ضياع المستقبل وحلم الوظيفة، حتى أن الكثيرات من الخريجات أُصبن بعارض نفسي، نظراً للوعود الوهمية بتعيينهن، حتى أنّ غالبيتهن تجاوزت أعمارهن الأربعين عاماً، والبعض أوشكت على سن التقاعد دون الحصول على وظيفة. لذلك أضم صوتي إلى أصواتهن المطالبة والمناشدة بالتعيين، وتقدير أوضاعهن وأوضاع أسرهن، لأنهن (بنات الوطن) يحلمن بخدمة (الوطن)، ويتطلّعن إلى مستقبلٍ مشرق، ولذلك فهن يستحققن الكثير.. وأجزم يقيناً أن أصواتهن لن تخيب أبداً حينما تصل إلى خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد الأمين، وسمو النائب الثاني (حفظهم الله)، ولعل من هذه الصفحة (عزيزتي الجزيرة) يصل الصوت .. وتُحل القضية بإذن الله.