منذ أسابيع ولا حديث يعلو على انتقال النجم الدولي الكبير سعود كريري، وإلى أي ناد سينتقل. وقد تكرر هذا السؤال، وتردد كثيراً خلال الأيام الماضية، خاصة حينما وقع كريري المخالصة مع فريقه السابق الاتحاد. ذلك السؤال كان يتكرر ويتردد من كل الجماهير الرياضية بميولها كافة، خاصة الهلالية والنصراوية، التي كانت تطمح وتمني أنفسها بانتقال النجم الخلوق لصفوف فريقها المفضل. ولعل هذا السؤال وجدت الجماهير إجابته ليلة البارحة؛ إذ عرف الجميع إلى أين انتقل سعود كريري, فالوجهة كانت نحو الهلال الفريق الذي كان وجهة معظم نجوم كرة القدم السعودية لتميزه وتفرده في حصد البطولات بأشكالها كافة. وهذا الأمر هو من جعل النجمين الكويتيين جاسم الهويدي وبشار عبدالله وعميد حراس العالم محمد الدعيع يختارون فريق الهلال ويفضلونه على الفريق الذي كان منافساً للهلال حينها. حدث ذلك في الزمن الماضي, وكرره في الزمن الحاضر الثلاثي الآخر ياسر القحطاني وياسر الشهراني وعيسى المحياني؛ فالأول رفض ملايين نادي الاتحاد الذي كان يقوده منصور البلوي، وأعطى اللاعب شيكاً مفتوحاً، ولكن رغبة اللاعب كانت هي الفيصل فاختار الهلال وترك الملايين. والثاني رفض شيكاً مصدقاً من النصراويين، وأعلن حبه للهلال، وأكد أنه إن لم ينتقل للهلال فلن ينتقل من فريقه السابق القادسية. والثالث استخار بعد أن تلقى عرضين من الهلال النصر فاختار الهلال. وفي ليلة البارحة أكد سعود كريري أن اللعب للهلال أمنية قد تتحقق لبعض اللاعبين، وقد لا تتحقق. فكريري الذي اختار الهلال رغم أنه - وحسب وكيل أعماله - تلقى عروضاً أعلى من عرض الهلال، كانت رغبته هي الفيصل في الموضوع، فاختار الهلال بعد أن استخار.كل هؤلاء اللاعبون لم يختاروا زعيم آسيا من فراغ؛ فبعضهم كانت ميولهم هلالية، وكانوا يطمحون لتمثيله وشرف ارتداء فانيلته، ولكن الهلال أعرض عنهم. وبعضهم حال البُعد وصغر السن بينه وبين الزعيم؛ فلعب لفريق مدينته. وهناك الكثير من اللاعبين نعي وندرك أنهم انتقلوا لأندية كبيرة وهم كانوا يهيمون عشقاً بنادي القرن الآسيوي، ولكن شعار الهلال غال، ولا بد ألا يرتديه إلا من يستحقه، وهذا ما يجب أن يعيه القائمون على فريق الهلال. بقي أن نؤكد أن حب الهلال يساوي ملايين في نظر بعض اللاعبين, وبإمكانهم التنازل عن ملايين لمجرد شرف ارتداء فانيلة الهلال، وهذا ما أكدته الشواهد التي سقناها سابقاً. فلله در هذا النادي الذي أفرح محبيه وأنصاره في كل مكان, وأغاظ خصومه ومنافسيه, وجعل «العريجاء» مقر الكيان العظيم وجهة لكل اللاعبين الراغبين في الراحة النفسية وتحقيق الذهب. أما فنياً فبدون شك أن كريري مكسبٌ كبير لأي فريق، خاصة الفريق الهلالي الذي هو بحاجة ماسة لمحور يكون قائداً في وسط الميدان, وهذا ما يميز كريري الذي قاد فريقه العام الماضي لتحقيق كأس الملك بوجود لاعبين شباب، لا يملكون الخبرة لتحقيق الذهب, ولكن كان كريري ضابط إيقاع الفريق, ومن كان الحمل عليه؛ ولذلك لا غرابة حينما يحقق فريق شاب يوجد فيه كريري أي بطولة.ولعل وجود كريري في صفوف الهلال قد يجبر الإدارة على الاستغناء عن أحد المحورين المغربي عادل هرماش أو الإكوادوري كاستيلو، وإن كان الأول هو الأقرب, والوجهة ستكون لمركز الظهير الأيمن، فهو يُعد أضعف مركز قد يحتاج الفريق للتغيير فيه، خاصة أن من يلعب فيه حالياً هو ياسر الشهراني الذي في الأساس هو ظهير أيسر، ولكن الحاجة دعت الكابتن سامي الجابر إلى أن يستعين به في مركز الظهير الأيمن. ولعله بوجود ظهير أيمن أجنبي ومدافع «ليس شرطاً أن يكون كورياً»؛ فالأهم أن يكون مدافعاً صلباً وقوياً, أقول بوجود ظهير ومدافع سيكون الزعيم في أفضل حالاته, وهذا هو المطلوب من الإدارة الهلالية التي يجب أن توفر الأجواء لمدرب فريقها الذي يُعد سنة أولى تدريب, وهو في أمسّ الحاجة للدعم من كل النواحي.