أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان على ضرورة الاهتمام بالشباب وتنميتهم وتأهيلهم وفق أفق فكري رحب يواكب الآمال والتطلعات للنهوض بالمستقبل في ظل التحديات، وأضاف قائلا: «إن من يحاول التشكيك في قدرات أبنائنا وبناتنا فأنا أخالفه الرأي تماماً لأني على يقين تام بأن لديهم إمكانات هائلة لمعالجة قضايا مجتمعهم وفق خطط وبرامج تنموية هادفة، يستطيعون من خلالها إحداث التغيير والمشاركة في تحقيق تنمية وطنهم. جاء ذلك في المحاضرة التي قدمها سموه في حفل تدشين الموسم الثقافي السابع بجامعة جازان صباح أمس بقاعة الاحتفالات الكبرى، وقال سموه: إن النمو المتسارع للتنمية في منطقة جازان والنهضة التنموية الشاملة التي توليها حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- تحتاج إلى سواعد شباب وشابات المنطقة من أجل النهوض بالمستقبل نحو آفاق بعيدة على كافة الأصعدة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، مؤكداً على ضرورة انغماسهم في العمل من أجل رسم خطط التنمية بأيديهم ومشاركتنا صنع القرار بكل حيادية وبلورة طاقاتهم وقدراتهم من أجل تلبية احتياجات مجتمعهم وقبل ذلك وطنهم. وأكد سموه على أهمية دور المرأة في المجتمع لما له من الأثر المهم في نمو المجتمع ونهضته، فالمرأة هي التي تضع الجزء الأكبر من لبنات بناء المجتمع، مشدداً على ضرورة الاهتمام بها كشريك تنموي وبوصفها عضواً فاعلاً في المجتمع له قيمته المركزيّة. وختم سموه محاضرته بالتأكيد على خطر التحديات والمتغيرات التي تواجه الشباب في عصر العولمة والتي تتطلب نوعاً خاصاً من التعليم يساعدهم على تنمية إمكاناتهم ولذلك دائماً ما تتحمل مؤسساتنا التعليمية مسؤولية كبيرة في إيجاد علاقة متوازنة بين الواقع المعرفي والمستجدات التقنية. وكان اللقاء قد انطلق بكلمة الجامعة ألقتها الطالبة بكلية طب الأسنان وعضو مجلس شباب المنطقة أمل بنت منصور باجنيد رفعت من خلالها شكر منسوبي ومنسوبات الجامعة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني على ما تتلقاه الجامعة وطلابها وطالباتها من دعم واهتمام، مقدمة شكرها لسمو أمير المنطقة على ما يبذله من جهود مخلصة ذللت جميع الصعاب وأزاحت كافة عوائق تقدمها وتطورها، وثمنت لسموه قربه من احتياجات أبنائه وبناته شباب الجامعة. وأشادت برعاية سموه لمجلس شباب المنطقة والذي يرأسه سموه ويسرع خطاه نحو تحقيق الأهداف النبيلة من تأسيسه لخلق قنوات تواصل بين الشباب والقيادة وبحث كل ما يتعلق بشؤونهم وشجونهم وما يحقق أمنياتهم وآمال الوطن والمجتمع المعلقة عليهم في هذه المرحلة الهامة من مراحل التنمية والبناء الشاملة كافة أرجاء البلاد ومنطقة جازان خاصة. وتم خلال اللقاء عرض فيلم وثائقي تناول مسيرة الجامعة ومراحل تطور مشروعات المدينة الجامعية، وسلط الفيلم الضوء على خريجات كلية الطب اللاتي يمثلن باكورة هذه الكلية من الطبيبات كأولى مخرجات الجامعات السعودية الناشئة. وفي ختام المحاضرة فتح سموه باب النقاش لأبنائه وبناته من طلاب وطالبات الجامعة والحضور حيث أجاب سمو أمير المنطقة على تساؤلات عدة حول التنمية ومستقبل الشباب والمنطقة والمشاريع المستقبلية العملاقة ومدى استفادة أبناء المنطقة والمجتمع منها. وجاءت ردود سموه مطمئنة للجميع على مستقبل باهر ينتظر المنطقة من خلال ما يتم تنفيذه في المدينة الاقتصادية ومصفاة البترول وما توفره هذه المشاريع من فرص عمل تستوعب كافة الطاقات الشبابية المؤهلة وتسهم في القضاء على مشكلة البطالة.