** هي قضية الأسبوع الماضي التي تناولها الإعلام الأوروبي عندما قام رئيس نادي توتنهام دانييل ليفي باتخاذ قرار إقالة المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم أندريه فيلاس بواش من منصبه بسبب عدم قناعته بما يقدمه مع الفريق ولتعرضه لخسائر تاريخية خلال منافسات الموسم الحالي رغم تواجد الفريق في المركز السابع في بطولة الدوري وبرصيد (27) نقطة، وبفارق ثماني نقاط عن المتصدر أرسنال، ورغم النسبة الجيدة التي حصل عليها المدرب البرتغالي التي تعادل (54 في المائة) من اللقاءات التي خاضها كمدير فني في تاريخ النادي الإنجليزي إلا أن الإقالة جاءت مباشرةً بعد الخسارة أمام ليفربول بخماسية نظيفة ضمن فعاليات الجولة السادسة عشرة من منافسات البريميرليج. ** بواش الذي درب توتنهام في (79) مباراة، كسب منها (43) وتعادل (20) وخسر (16) مباراة لم يكن محظوظاً كما قال ديفيد مويس مدرب مانشستر يونايتد بتواجد إدارة صبورة ومتعاونة وتعمل بتوازن لمساعدة المدير الفني على حل المشاكل التي يعاني منها الفريق، وإنما وقع بواش بين أنياب رئيس النادي دانييل ليفي الذي هدد المدرب بإقالته قبل الخسارة التاريخية أمام ليفربول. ** تولى دانييل ليفي (51 عاماً) رئاسة نادي توتنهام منذ عام 2001م، ويعد تاسع أغنى رجل في إنجلترا بثروة تقدر بمبلغ وقدره (4.2) بليون دولار، وعرف عنه في الأوساط البريطانية قرارته المتهورة في إقالات المدربين، وتأتي إقالة المدرب بواش التاسعة خلال اثني عشر عاماً قضاها ليفي في رئاسة السبيرز، وهو رقم لا يتناسب أبداً مع التطور والتحسن الكبير الذي شهدته كرة القدم على مستوى الإدارة والعمل لتحقيق الأهداف المطلوبة. ** بدأت الشرارة بين الاثنين عندما وقف بواش ضد قرار بيع الجناح الويلزي السريع جاريث بيل الذي تم بيعه لريال مدريد مقابل مبلغ تخطى التسعين مليون باوند، وهو رقم يصعب على أي رئيس ناد في العالم تجاهله، ومع تركيز الإعلام الإنجليزي على ضعف الأرقام التي قدمها الفريق اللندني بتسجيله (15) هدفاً، وقبوله (21) هدفاً خلال خمس عشرة جولة، وأن مهاجمي الفريق لم يسجلوا أي هدف إلا عن طريق المهاجم الإسباني سولدادو الذي جاءت أهدافه عن طريق ركلات الجزاء، وأن لاعبي الوسط هم من تكفلوا بمهام التسجيل دافع المدرب فيلاس بواش عن ذلك بتوجيهه لسهام النقد على الإدارة التي باعت جاريث بيل، ومن قبله لوكا مودريتش لريال مدريد ولم تتعاقد مع أسماء تجعل الفريق يمطر الخصوم بالأهداف وينافس على صدارة البريميرليج. ** تلك الأسهم التي وجهها المدرب البرتغالي للرئيس ليفي دفعت هذا الأخير لأن يخرج عن صمته قبل الخسارة من ليفربول، وليلمح لوسائل الإعلام بأن السبيرز قد يغيرون الكثير من الخطط في الصيف المقبل، وعند سؤاله من قبل الصحفيين فيما إذا كانت تلك التغييرات ستطال المدرب أجاب بإمكانية حدوث ذلك، وهو الأمر الذي أخرج المدرب البرتغالي من تركيزه ليبدأ هو الآخر في مواجهة ضغوطات الإعلام عليه مما تسبب في تلقيه خسائر تاريخيه أمام كل من وست هام يونايتد (0-3)، مانشستر سيتي (0-6)، ليفربول (0-5). ** أتذكر جيداً التصريح الأول الذي أدلى به المدرب أندريه فيلاس بواش عندما تولى مهام التدريب للفريق اللندني قائلاً: «واثق من النجاح مع توتنهام في ظل مساندة رئيس النادي دانييل ليفي»، وهو ما لم يتحقق بالصورة المرجوة من قبل بواش الذي أخطأ بالفعل عندما وجه ساهم النقد لإدارة الرئيس وسياسته في بيع النجوم وعدم قناعته بالتعاقدات التي قام بها، وهو ما صب الزيت على النار بين المدرب والرئيس لتحرق الفريق ككل وتتسبب في إقالة مدربه. ** عندما تضع الإدارة بقيادة رئيس النادي الثقة في مدرب الفريق فإنها تنتظر منها أن يبادلها الثقة بالمثل، وفي حال اختلال توازن تلك الثقة بين الطرفين فإن النتيجة ستنعكس سلباً على نتائج الفريق، وبالتالي فإن خسارة المدير الفني لمنصبه تعد مسألة وقت فقط حتى تقوم تلك الإدارة باتخاذ قرارها بطرده والبحث عمن تثق به مجدداً ليحقق طموحاتها وطموحات أنصار الفريق، وما يحتاج إليه المدرب الناجح ليواصل عمله هو التكييف مع أجواء أي فريق يتولى مهام إدارته مهما كانت صعوبتها، والمرونة في عمله وفي التعاطي مع الإعلام بشكل يعكس للوسط الرياضي إيجابية العمل الذي يقوم به الجميع داخل أروقة النادي.