- في تاريخ الحركة الرياضية بالمملكة.. أحداث رياضية.. مشاهدات تاريخية.. ومواقف راسخة تبقى محفورة في ذاكرة الرياضة. - ففي عام 1370ه, ترأس الأستاذ (عبد العزيز جميل) - شقيق رجل الأعمال الراحل عبد اللطيف جميل - رئاسة الاتحاد إبان مسماه القديم (الاتحاد العربي السعودي), وكان الشيخ حمزة فتيحي - رحمه الله - يمثّل قائد الاتحاد الأبرز.. غير أن الفريق الجداوي ضم آنذاك لاعبين من الجالية السودانية.. فحصل خلاف بين الرئيس وكابتن الفريق..!! حول سعودة الفريق.. فانشق الفتيحي (معترضاً) على وجود لاعبين أجانب بنادي الاتحاد.. فأسس فريقاً أسماه (الاتحاد الوطني) واستقل به وتزعم رئاسته بعد أن ضم مجموعة من لاعبي درجة الشباب الذين كانوا مع فريق الاتحاد العربي. - ففي 4/3/1370ه لعب فريق الاتحاد العربي السعودي برئاسة عبد العزيز جميل أولى مبارياته ضد فريق إنجليزي (شيفرون) على ملعب الاتحاد الذي تبرع بأرضه وزير المالية آنذاك الشيخ عبد الله بن سلمان الحمدان - رحمه الله - في مباراة شهدت حضور الأمير منصور بن عبد العزيز - رحمه الله - وزير الدفاع آنذاك.. وانتهت تلك المباراة الودية لصالح العميد بهدف, وكان لهذا الفوز أصداء واسعة عند عشاقه ومحبيه.. حيث أعلن الأمير منصور بن عبد العزيز عن تكفله برحلة استجمامية للاعبي الاتحاد السعودي إلى القاهرة لمشاهدة الفرق المصرية المتطورة آنذاك.. واللعب مع بعض فرقها, وبعد أيام قلائل لعب النادي الأهلي أيضاً مع الفريق الإنجليزي (شيفرون) وفاز عليه, فكافأهم الأمير عبد الله الفيصل - رحمه الله - بتبرعه بتذاكر السفر إلى القاهرة ومصاريف الإقامة هناك لمدة شهر.. لجميع لاعبي النادي الأهلي, وأمام تلك التبرعات المادية ومكافأة الرحلة السياحية الخارجية للاعبي الاتحاد والنادي الأهلي, عاش رئيس الاتحاد الوطني (حمزة الفتيحي) الذي كان قد ترك فريقه (الاتحاد العربي السعودي) وأسس اتحاده الوطني.. وضعاً محرجاً أمام لاعبيه بعد أن سافر لاعبو الاتحاد العربي والنادي الأهلي إلى القاهرة على حساب الأميرين منصور بن عبد العزيز وعبد الله الفيصل- رحمهما الله -، فما كان منه إلا أن فكر وعزم على السفر مع لاعبي الاتحاد الوطني للقاهرة أسوة بزملائهم لاعبي الاتحاد الكبير والأهلي.. يقول المؤرخ الرياضي المعروف الأستاذ (محمد القدادي) إن العم حمزة فتيحي - رحمه الله - لم يجد وسيلة في محاولة تحقيق حلم أبنائه اللاعبين بالسفر للقاهرة, إلا الذهاب إلى الشيخ محمد رضا زينل في بيته وبالفعل ذهب إليه وشرح موقفه.. خصوصاً بعد سفر لاعبي الأهلي والاتحاد والحرج الذي وقع فيه.. فرد عليه الشيخ زينل قائلاً: إن كنت تريدهم أن يسافروا على باخرتي فأعطني أسماء اللاعبين وأنا أرسلهم.. فخرج حمزة فتيحي وهو يسير في طريقه على أساس أنه سيعد قائمة بأسماء اللاعبين الذين سيسافرون للقاهرة على الباخرة..! وهو في الطريق خطر على باله الأمير عبد الله الفيصل فذهب إليه, وقابله بواسطة صديقه (علي جفري) في بيته، فشرح له الموضوع فما كان من الأمير الراحل إلا أن وافق على طلبه ومساواة اللاعبين بزملائهم في الأندية الأخرى, وطلب رائد الرياضة من الفتيحي تحديد أسماء اللاعبين الذين سيسافرون وتم إرسالم للقاهرة وتكفلَ بمصاريفهم كاملة.. وأضاف: سافرت الفرق الثلاثة الأهلي والاتحاد الرياضي والاتحاد العربي السعودي إلى القاهرة في زيارة استغرقت حوالي شهر, فلعب الفريق المشترك والمكون من فرق جدة الثلاثة.. لقاءً ودياً هناك.. وكانت هذه أول رحلة للأندية الرياضية بالمنطقة الغربية.. ولا شك أن مبادرة الأمير عبد الله الفيصل الواعية بإرسال الفرق إلى القاهرة للاطلاع والاحتكاك الكروي مع الفرق المصرية التي كانت متطورة كروياً في تلك الحقبة.. تؤكد حرصه - رحمه الله - على دعم الحركة الرياضية وتشجيع أنديتها على التنافس والتطور الرياضي.
