سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إشارة إلى ما تم نشره بصحيفتكم الموقرة بالعدد رقم 15049 الصادر يوم الأربعاء 8-2-1435ه الموافق 11-12-2013م تحت عنوان «تويتر» والتهكم على قرية التراث والإبل، بقلم الكاتب المهندس عبدالمحسن بن عبدالله الماضي، نشكر لصحيفتكم الغراء إتاحة الفرصة لإلقاء الضوء على هذا المشروع، كما نشكر سعادة الكاتب المهندس عبدالمحسن على ما سطَّره من كلمات واضحة ودقيقة تنم عن اهتمامه وحرصه على ما يخدم الوطن والمواطن. ونود أن نحيط سعادتكم أن تحسين المدخل الشرقي لمدينة الرياض هدف ومطلب، مطلب لاعتبارات التحديث والتطوير، وهدف باعتبار مدينة الرياض هي عاصمة المملكة العربية السعودية، وعلى الطريق المؤدية إلى هذا السوق وبعده بمسافة قليلة يوجد موقع إقامة المهرجان السنوي للثقافة والتراث (مهرجان الجنادرية) الذي يحضره الكثيرون من خارج البلاد مثل ممثلي الدول والشعوب، ومن غير اللائق استمرار سوق الإبل في الموقع الحالي مع امتداد العمران وملاصقته للأحياء السكنية، ونظراً لقيام أصحاب الشبوك والحظائر ببناء بعض حظائرهم في ملكية خاصة ملاصقة للملكية العامة، وفي ذلك اعتداء على الملكيات الخاصة، لذا فقد استلزم الأمر إيجاد حلول جذرية ومتكاملة تتمثَّل في نقل السوق وإعادة تأهيل المدخل الشرقي لمدينة الرياض وتطويره وإخلاء الملكية الخاصة المعتدى عليها. وضمن سعي الأمانة الدائب لتطوير الرياض والعناية بوجهها السياحي جنباً إلى جنب مع تحقيق الأهداف التنموية، وبالتنسيق والتعاون بين كل من أمانة منطقة الرياض والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، قام صاحب السمو الملكي وزير الشؤون البلدية والقروية باعتماد المخطط رقم (3704) بمدينة الرياض الخاص بتخطيط الأرض الحكومية بمنطقة الطوقي كقرية ترفيهية للتراث والإبل، كما قام - يحفظه الله- بتوقيع عقد تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع وبإشراف ورعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وسمو نائبه الأمير تركي بن عبدالله تم وضع حجر الأساس للمرحلة الأولى لمشروع «القرية الترفيهية للتراث والإبل» بمدينة الرياض، وهذا المشروع هو أحد المشاريع التنموية والسياحية الرائدة في مدينة الرياض، وهذا المشروع يحقق الكثير من الأهداف ومنها إزالة التلوث البصري والبيئي من المدخل الشرقي لمدينة الرياض بالإضافة إلى القضاء على شكوى أصحاب المساكن المجاورة نتيجة الامتداد العمراني لهذه المنطقة وشكوى أصحاب الملكية الخاصة التي قام بعض أصحاب شبوك الإبل بالاعتداء عليها، وإزالة الأحواش العشوائية وإيجاد مقر دائم لسوق الإبل بمدينة الرياض خارج العمران وبشكل حضاري يتواكب مع التطور الحضاري لمدينة الرياض، وفي نفس الوقت تحقيق الأهداف السياحية المخططة وإحياء التراث والمحافظة عليه، فالتراث يمثِّل جذور هذا الشعب العريق ومن انقطع عن جذوره ضاعت آماله في مستقبل مشرق وضَّاء. ومشروع «القرية الترفيهية للتراث والإبل» بمدينة الرياض هو أحد المشاريع الهامة التي تنفذها أمانة منطقة الرياض، وتحقق طموح القائمين على خدمة سكان مدينة الرياض وينفذ على مساحة تبلغ (35) مليون م2، وتُقام المرحلة الأولى منه وهي السوق المرحلي على مساحة (2) مليوني متر مربع وتشتمل هذه المرحلة على العديد من العناصر الإنشائية تتمثَّل في إقامة (1436) من حظائر الإبل وكذلك سفلتة وإنارة كامل المشروع، وإنشاء عدد (6) مصليات بمرافقها، ومبنى إداري للمشروع مع الملاحق مثل دورات المياه وخزانات المياه والصرف الصحي وغيرها، ويتوقّع الانتهاء من هذه المرحلة قبل نهاية العام الحالي 1435ه حتى يتم نقل سوق الإبل الحالي الواقع على طريق الجنادرية إليه. أما المرحلة الثانية التي يتم تنفيذها مستقبلاً فتتضمن القرية الترفيهية للتراث وتبلغ المساحة التي سوف تُقام عليها القرية الترفيهية (8) ملايين متر مربع، وتشتمل على العديد من عناصر الجذب السياحي التي تحقق طموح المستثمرين، حيث تشمل عيادات بيطرية ومركزاً للأبحاث، ومحلات لأصحاب الأعلاف ومستلزمات الإبل ومركزاً للزوار ومكاتب للحراسات الأمنية، ومركزاً للحرف والصناعات اليدوية ومطاعم ومقاهي وموقعاً لبسترة حليب الإبل، ومدرسة ومضماراً لتعليم ركوب الإبل ومدرجاً للمشاهدين، وساحة مزاد وعرض مزايين الإبل، ومركزاً ترفيهياً للشباب يضم مضماراً للسيارات بمساحة لا تقل عن 300.000م2 وعيادة للهلال الأحمر السعودي ومركزاً للدفاع المدني مع مهبط للطائرات العمودية بالإضافة إلى مرافق عامة يتم توزيعها في المشروع حسب الاحتياج مثل (جامع، مساجد، مواقف للسيارات، دورات مياه، ساحات عامة وحدائق....إلخ). أما بقية المساحة وتبلغ حوالي (25) مليون متر مربع فسوف تخصص للحدائق والمتنزهات التي تحيط بالمشروع ومخيمات للمتنزهين مع التجهيزات الأساسية ومواقع ترفيهية للأطفال. أود أن أشكر الكاتب الأخ المهندس عبدالمحسن بن عبدالله الماضي على تناوله المتميز للموضوع، وهذا يجعلنا نطمئن إلى حسن استقبال المجتمع لمثل هذا الخبر ونؤكّد على استمرار الأمانة في سعيها لتطوير خدماتها للمواطن والمقيم والاهتمام بالجانب التراثي والواجهة السياحية لعاصمة المملكة إلى جانب المساهمة في رعاية الأسر المنتجة ضمن سعي المملكة ككل لتحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة والعيش الكريم على أرض هذا الوطن المعطاء مهد الإنسانية ونبع الهداية ومنارة الحق إلى الناس أجمعين، وثقتنا بالله أولاً ثم بالمثقفين من أصحاب الفكر المستنير في نشر الوعي وتحقيق التفاعل والنقد البناء الذي به يعلو البناء ولا يكون معولاً للهدم رغم سعة صدرنا لتغريدات الجميع. آمل اطلاع سعادتكم والإحاطة والتنويه بذلك على صفحات الجريدة، علماً بأن الأمانة ترحب بكل نقد بناء، وإبداء الملاحظات حرصاً على الرقي بالأداء وتحقيق المصلحة العامة التي نضعها نصب أعيننا دائماً. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته