الابتزاز هو نوع من العنف القهري، وله أنواع عديدة ووسائل مختلفة، منها ما هو على الجماعة أو الفرد وله أشكال وأطوار مختلفة. منها ما هو مادي ويكون أغلب الأحيان مرتبط بالمصالح، وهو نوع ممقوت ويدفع صاحبه إلى الانسلاخ من الإنسانية والبعد عن الدين. وهنالك ابتزاز عاطفي وهو ما يهمنا في هذا السياق. إن هذا النوع من الابتزاز ينزف أعظم ثروة وهي مشاعرنا في سبيل تحقيق رغبة أو رغبات، وهذا النوع يمس المشاعر التي من الصعب التنازل عنها أو بيعها. إن الأثر الذي يتركه الابتزاز العاطفي لا يمس الفرد المضغوط عليه بل يتعدى إلى محيطه ثم إلى المجتمع، ومن هنا يحدث الانقسام الأسري والتفكك الاجتماعي. إن أعظم قيد يمكن أن يقيد به الإنسان هو الابتزاز العاطفي والمساومة على الشرف والكرامة، وكون الفتاة السعودية باتت تتجرع من هذا الداء الخطير والسم القاتل، فهنالك أساليب وحصون يجب أن تتحصن بها درءاً لمثل هذه الظاهرة التي بدأت تتفشى بين أفراد المجتمع، وأصبحت نوعاً من أنواع الحروب الأسرية والشخصية. من هذه الحصانة: 1- مراقبة الفتاة عن بعد وبالأخص أثناء العمل على النت، ومحاولة عدم تركها تغلق الباب عليها لأن وجود النت والفتاة أقرب إلى الخلوة غير الشرعية، وللأسف إن كثيراً ممن تحصل لهم هذه الأمور تعتم أمام أعينهم ماذا وراء اظهار الصورة أو خلافه ولا تدرك الفتاة الخطر إلا بعدما يقع الفأس في الرأس.. ولو فكرت جزءاً من التفكير العقلاني لأدركت أنها هي التي سوف تفقد سمعتها وسوف تجعل على أسرتها ضبابية اجتماعية قد تؤدي إلى عواقب وخيمة. 2- قبل ما سبق ذكره اللجوء للوازع الديني الذي به تعف المرأة والأسرة والمجتمع لأن الدين حفظ للمرأة المسلمة حريتها وعفتها. 3- التنشئة السليمة والتثقيف الاجتماعي وتأهيل افراد الأسرة للبعد باقتناع عن الوقوع في براثن هذه الظاهرة الحقيرة.. وجعل الأسرة بمثابة مركز تعليمي وارشادي مع ادراك الجميع أن للأسرة الدور المهم في صلاح أي مجتمع ونشله من الهزات التي قد تؤدي إلى اهتزاز كيان هذه الأسرة في لحظة غابت عنها المتابعة والاتكال والبعد عن المحيط الأسري. 4- حقن أفراد الأسرة بمواعظ ودراسات نفسية لما يحدثه هذا الأسلوب المنافي للعرف الانساني والتهذيب الذاتي. 5- عدم ابتعاد من يستطيع أن يساعد في افشال هذا الابتزاز بطريقة سريعة والاطاحة بمن تسول له نفسه هتك عرض بنات المسلمين.. وعلى الفتاة المبتزة أن تدرك أن شرفها فوق أي اعتبار وأن لا تخفي مثل هذا الأمر أو مطاوعة المبتز إنما هي طريقة للوقوع في الهاوية. فلتكن سمعتك اختي المسلمة ناصعة البياض وقفي في وجه من أراد أو يريد أن يشوه سمعتك بكل قوة. ومن جانب آخر أرى أن تكون هنالك آلية لردع مثل هؤلاء بيد من حديد. وأخيراً أقول لمثل هؤلاء: تذكر أن لك أماً وأختاً وزوجة وخالة وعمة، فلتقف أمام نفسك وقفة الشجاع مخاطباً نفسك الأمارة بالسوء هل ترضى لأحد أن يبتز أحداً من هؤلاء كما أنت فاعل؟ وسوف تجد الجواب أقرب إليك من أذنيك.