لا شك أن المجتمع السعودي مجتمع محب لفعل الخير، مقبل على مد يد العون والمساعدة في كل ما من شأنه أن ينفع البلاد والعباد، وفي مقدمة الشعب السعودي في ذلك ولاة الأمر من الملوك، والأمراء، والعلماء. ومن الأمور الرائعة - في مجال الخير والإحسان - قيام الأبناء بتخليد أسماء آبائهم من خلال إنشاء مؤسسات خيرية تحمل اسم الآباء، لتكون من الصدقات الجارية، ولا ريب أن هذا من أعظم أبواب البر بالآباء، والترحم عليهم. ومن المؤسسات الرائدة في المجال الخيري والتنموي في المملكة العربية السعودية مؤسسة الملك خالد الخيرية، التي تسعى إلى تقديم الأفضل للقطاعين: الخيري، والتنموي، من خلال استخدام الموارد والخبرات المحلية والإقليمية والدولية، لإحداث أثر إيجابي في حياة الناس، وتقديم حلول مبتكرة للتحديات الاجتماعية والاقتصادية في المملكة. ومن خلال ما تقدم يتضح أن من أهم مزايا هذه المؤسسة الخيرية الرائدة عنايتها الفائقة بالعمل الخيري في داخل المملكة، وعملها الجاد على سد الاحتياجات الخيرية للمواطنين أولاً. كما أنها تتميز بالتنوع، والابتكار المتواصل لأوجه العناية والرعاية للمواطنين بما يعود بالخير على الوطن والمواطنين.. ومن ذلك إعلان صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز - حفظه الله - أمير منطقة عسير، رئيس هيئة جائزة الملك خالد، إطلاق «جائزة الملك خالد التقديرية» وفاءً وعرفاناً لمن قدم إنجازات وطنية متميزة في خدمة الوطن والمواطن. ومن أهم المبادرات الإنسانية لمؤسسة الملك خالد الخيرية مبادرة «دمج فئة الصم في المجتمع السعودي» التي تُعنى بهذه الفئة الغالية من أبناء المجتمع، وتهتم بأحوالهم، وتطوير قدراتهم, ليكونوا أعضاء نافعين في المجتمع، وبخاصة أنه يوجد في هذه الفئة من المواطنين من هم في غاية الذكاء، والنباهة, والنبوغ. وقد أعلن صاحب السمو رئيس هيئة جائزة الملك خالد، عن فوز هذه المبادرة بجائزة الملك خالد كشركاء التنمية في عامها الأول، وذلك من إعداد صاحبها بدر بن عبد المحسن العُمري قاموساً للغة الإشارة لفئة الصم، باعتباره آلية من آليات التواصل، وأداة مهمة لفهم هذه الفئة، والمساعدة في إدماجها في المجتمع وتم تكريمه من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء في حفل كبير أُقيم بهذه المناسبة. وقد أشاد سموه بصاحب المبادرة بدر العُمري الذي يُعد من المتميزين السعوديين، فهو حاصل على جائزة الطالب المتميز من الملحقية الثقافية السعودية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، لتفوقه في دراسته في جامعة «قالوديت واشنطن دي سي» ونيله معدلاً تراكمياً عالياً في التخرج. ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أتوجه بجزيل الشكر والتقدير للقائمين على هذه المؤسسة الخيرية المتميزة، وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد آل سعود أمير منطقة عسير، رئيس هيئة جائزة الملك خالد, على جهودهم العظيمة في خدمة هذه البلاد المباركة، ومواطنيها. سائلاً الله لهم التوفيق والنجاح.
