جاء في استطلاع للرأي العام أجرته «منظمة الشعوب والبرلمانات العربية» بجميع مكاتبها في العالم العربي عن حصول خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على المركز الأول في توحيد الصف العربي. وذلك بناءً على تصويت شخصيات سياسية بارزة في مصر والعالم العربي. (جريدة الجزيرة, يوم السبت 3 محرم 1435ه). ومن بين أبرز مواقف خادم الحرمين الشريفين في توحيد الصف تدخل المملكة دولياً وإقليمياً لدعم قضايا الأمتين العربية والإسلامية وخدمة قضايا الأمة العربية والعمل على إيجاد أفضل السبل لحل الخلافات ودوره -حفظه الله- في إيجاد حل للأزمة السورية التي تمثل حدثاً مأسوياً في المنطقة. كما لا يمكن إغفال الدور الذي يلعبه خادم الحرمين الشريفين والمملكة العربية السعودية في قضية الصراع العربي الإسرائيلي، علاوة على الانتماء الجغرافي للمملكة في دول الخليج ودورها في مجلس التعاون الخليجي ودورها في البحرين وحماية استقرارها. وقد نجح خادم الحرمين الشريفين في التواصل مع النظام العالمي لإبراز الحقوق العربية والإسلامية والدفاع عن القضايا المصيرية وأهمها قضية فلسطين والدعم الذي تقدمه المملكة للشعب الفلسطيني مما يشكل درعاً لحماية السلطة الفلسطينية ودعماً لها. وهذه الاستراتيجية الحكيمة وبعد النظر لخادم الحرمين الشريفين في ظل التطورات العاصفة التي يشهدها العالم حالياً ودوره في حفظ أمن الخليج وأمن البحرين بالذات يؤكد على مكانة المملكة محلياً وعربياً ودولياً لمواجهة كل ما يحيط بالعالم العربي والإسلامي من تحدِّيات. ولقد حافظت المملكة دوماً ولا تزال على منهجها الذي انتهجته منذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز -تغمده الله برحمته - القائم على سياسة الاعتدال والاتزان والحكمة وبعد النظر على كافة الأصعدة لخدمة الإسلام والمسلمين ونصرة قضاياهم ومد يد العون والدعم لهم في ظل العقيدة الإسلامية وظروف المجتمع الدولي ومقتضيات العصر والعلاقات الدولية وعدم التدخل في شئون الغير. وقد أطلق -حفظه الله- المبادرة العربية التي أقرتها القمة العربية في بيروت عام 2002م والتي تهدف إلى إنشاء دولة فلسطينية معترف بها على حدود 1967 وعودة اللاجئين الفلسطينيين والانسحاب من هضبة الجولان المحتلة مقابل الاعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل. وكان الهدف منها إحلال السلام الشامل في المنطقة إلا أن التعنت الإسرائيلي ضيع هذه الفرص الثمينة على إسرائيل. وخليجياً حرص خادم الحرمين الشريفين على التأكيد على اللحمة وصلة القربى والارتباط التاريخي والجغرافي المميز وأطلق حفظه الله مبادرته للانطلاق من التعاون إلى مرحلة الاتحاد إيماناً منه بالقواسم المشتركة بين دول الخليج ورغبة منه في توحيد وتنسيق السياسات المشتركة الأمنية والدفاعية في خضم الأزمات والصراعات التي تحيط بدول المنطقة العربية. وعندما اندلعت أزمة البحرين في فبراير 2011 أخذت المملكة على عاتقها إنهاء الأزمة والمحافظة على أمن البحرين واستقراره أمام التدخلات الإيرانية الواضحة وقامت المملكة بإرسال قوات درع الجزيرة إلى البحرين وهو الأمر الذي تم في انسجام مع معاهدة الدفاع المشترك التي تجمع دول الخليج الست في مجلس التعاون الخليجي وفي إطار من الشرعية الدولية. وفي اليمن عملت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين على احتواء اليمن والمساهمة في إنهاء معاناته الداخلية وبدأ انفراج الأزمة بالتوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي مثلت الحل الأمثل للأزمة وكانت اليمن على مفترق الطرق وعلى وشك الوقوع في حرب أهلية ليس لها آخر ثم كان له -حفظه الله- اليد الطولى في تسريع اندماج اليمن في اقتصاديات دول المجلس ومنحه العضوية في بعض المجالات. وأخيراً وليس آخراً ما قدمه خادم الحرمين الشريفين لجمهورية مصر العربية لعدم اقتصادها في وقت كانت في أمس الحاجة إليه. إن هذه الأيادي البيضاء التي قدمها خادم الحرمين الشريفين للعالمين الإسلامي والعربي هي التي عزَّزت كونه -حفظه الله- الأول في توحيد الصف العربي رعاه الله وسدد خطاه على الحق وفي سبيل نصرة دين الإسلام ومتعه الله بالصحة والعافية.