خلال الأيام القليلة الماضية لم يتوقف هاتفي وبريدي الإلكتروني عن محاولات الاتصال من مراسلي شتى الجهات الإعلامية في الوطن وخارجه، متسائلين عن تفاصيل حدث مهم لي وللوطن. وأجلت الاستجابة حتى أعود.. وقد عدت يوم 1 ديسمبر فجرا إلى الوطن بعد انتهاء فعاليات مؤتمر قمة البرلمانيات في بروكسل ببلجيكا. وهو حدث سنوي تحضره النساء البرلمانيات من كل أنحاء العالم ليتشاركن فيما يهم المرأة من القضايا والشجون ويستعرضن منجزاتهن الفردية وما حققنه لأوطانهن وللنساء بصفة خاصة. قد أقيمت في مقر البرلمان الأوروبي. تلقيت بصفة شخصية دعوة للحضور من منظمي المؤتمر قبل شهرين تقريبا, وتحدثت مع معالي رئيس مجلس الشورى حول أهمية أن نحضر بصفة رسمية ليتعرف المجتمع العالمي في مناسبة بهذه الضخامة إلى الخطوة المهمة التي حدثت في آفاق المرأة السعودية في مجال صنع القرار. ويبدو أن رأيي اتفق تماما مع رأي سفارتنا في بروكسل التي شجعت أن تكون مشاركتنا على مستوى الحدث وضخامته وساهم السفير شخصيا وفريق العمل هناك بصورة مشرفة في تسهيل الحضور بعد صدور الموافقة من المجلس والديوان. وهكذا غيرت خط سيري من فيينا -حيث كنت أشارك في مؤتمر الحوار مع الآخر بدعوة من مركز الملك عبدالله للحوار, وبعده معرض الكتاب الدولي بدعوة من وزارة التعليم العالي- إلى بروكسل لألتقي مع الزميلات الشوريات القادمات من الرياض. وكما أشرت, في مؤتمر قمة البرلمانيات في بروكسل كان أول المرحبين بنا -بعد سفير المملكة الأستاذ فيصل طراد والدبلوماسي الأستاذ فيصل الزوواوي- الوفدين الإماراتيوالبحريني ورئيس البرلمان العربي معالي الأستاذ أحمد الجروان من الإمارات ونائبته الدكتورة بهية الجشي من البحرين. وفقهم الله جميعا ولهم الامتنان. استمر المؤتمر وفعالياته ثلاثة أيام حافلة بالجلسات العامة والجانبية والمناقشات في محاور متخصصة منذ الصباح حتى ما بعد المغرب. بعد جلسات اليوم الأول رأيت أن من المهم في مثل هذه المناسبة الجامعة أن نعلن حضور وفدنا على خارطة الحضور العالمي؛ فأرسلت لرئاسة المؤتمر مذكرة توضح أننا نحضر لأول مرة بعد انضمام المرأة إلى مجلس الشورى بقرار رسمي وبعضوية كاملة تعكس إصرار القيادة، ليس فقط على تفعيل المرأة، بل وتمكينها من المشاركة في أعلى مستويات صنع القرار. في الجلسة اللاحقة في اليوم التالي أعلنت رئاسة المؤتمر للحضور والحاضرات خطوة المملكة العربية السعودية ورحبت بوجود الوفد النسائي السعودي.. وحيتنا مباركة لنا بهذه الخطوة التي نأمل أنها بدأت تؤتي ثمارها. بعد هذا جاء احتفاء الجميع بنا إعلاميا وفرديا, وتوالت علينا الأسئلة فكانت فرصة لتعريف السائلين بأن المشاركة في مجلس الشورى ب30 امرأة بين 150 عضوا أي بنسبة 20% من أعلى النسب المتحققة في العالم بعد عقود من الجهود الفردية. وأنهن انتقين من كل مجالات التخصص والخبرة ومناطق الوطن وتياراته الفكرية, ليمثلن احتياجات كل المواطنين خاصة الشباب والنساء, مثريات قرارات الشورى برؤية المواطنة. وسأعود لاستكمال استعراض مشاركتنا معكم في الحوار المقبل.