حملة من أجل الوطن والمواطن، جاءت من قمة الهرم، ونُفذت بإشراف مباشر مع بزوغ الفجر من رجل شاب يهوى العمل المتقن، ويروم الإنجاز المتميز، فكان قبل شروق الشمس مع رجال الأمن، في رسالة لكل مخالف، بل ولكل مسؤول بأن المهمة ستُنفذ بكلِّ دقة ومن أعلى سلطة. تركي بن عبد الله بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض لم نتفاجأ بوجوده بين رجال الأمن قائدًا لحملة التصحيح مع بزوغ فجر يوم من أيام الوطن الفارقة، حيث بدأت أقوى وأكبر حملة عرفتها المملكة لتصحيح أوضاع عمالة أبت أن تكون داخل المنظومة العماليَّة النظامية في تحدٍ صارخ لقرارات الجهات المعنية، التي الهدف منها حماية أمن الوطن وحماية مكتسباته. قال رجل كبير في السنِّ وهو يشاهد نائب أمير منطقة الرياض يقف بين جنوده، الذين كُلفوا بوضع الأمور في نصابها الصحيح، وفرز الغث المخالف من السمين النظامي (هذا ولد الملك؟ عزّ الله أنك معاد أنت شايفهم) في قراءة لهذا الوالد الكبير لحماس هذا الأمير لهذه القضية، مما يعطي انطباعًا، مؤكِّدًا أن الأمور اختلفت عن ذي قبل، فلا رجعة في تنظيم الإقامة وحماية المقيم والمواطن من هذه الفوضى المرعبة، هذه الفوضى المتراكمة التي أثرت سلبًا على الوافد النظامي مثلما أثرت سلبًا أيْضًا على المواطن، اقتصاديًّا وأمنيًا، فكانت الإرادة الملكية الصارمة بتصحيح الخطأ وإعادة الأمور إلى نصابها. إن الحملة التي تولت إمارة منطقة الرياض تنفيذها وبكل احترافية وصرامة ما كان لها أن تنجح لولا أن القيادة العليا في الإمارة مارست دورها كما ينبغي، فأمير الرياض صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر عبد العزيز قال في زيارة له لمكان الإيواء المعدُّ للمخالفين: إنهم مستمرون في هذه الحملة دون تمييز بين جنسية وأخرى، فالهدف أن يعمل الجميع وفق النظام، كما في جميع أنحاء العالم. الرياض عاصمة المملكة العربيَّة السعوديَّة لها ثقلها التجاري والاقتصادي وكذا السياسي، ولذا فالتمركز للمخالفين كان واضحًا في هذه العاصمة التي تعج بجميع الجنسيات. ما لفت نظري ونظر كل المتابعين أن عمل نائب أمير الرياض كان يَتمَّ دون ضجيج ودون بهرجة إعلاميَّة قد تضر أكثر مما تنفع، وهذا للسابرين العارفين دليل على أن هذا الأمر أخذ درجة عالية من اهتمام إمارة منطقة الرياض، وأن كل هذه الجهود التي رأينا بعضها وخفي علينا جلّها كانت منطلقة من الإمارة، مما يجعلنا نؤكد على أهمية أن تقوم إمارات المناطق بمثل ما قامت به إمارة الرياض، كون إمارة أيّ منطقة هي مركز الحكم والقوة، ويعوَّل عليها كثيرًا في كلِّ ما يهم المواطن أمنيًّا واجتماعيًّا وتجاريًا وتنظيميًا. وفق الله العاملين المخلصين الباذلين أوقاتهم لخدمة هذا الوطن والمواطن، وسدد آراءهم، وبارك في أوقاتهم. والله المستعان..