في الأيام الأولى للعمل نسعى جميعاً للتميّز والظهور بمظهر جيد يؤهل لنا طريق النجاح في هذه الوظيفة. وإليك بعض النصائح التي تساعدك على أن تؤدي عملك بشكل جيد وليس هذا فحسب، بل أن تؤديه أفضل من الآخرين. 1 - اجعل عملك مميزاً: أفضل وسيلة لذلك هي أن تتخلَّى عن نمط العمل المعتاد، ومن البديهي أنه يجب عليك أن تتقن عملك وتعرف المطلوب منك بالتحديد، اجعل تركيزك منصب على ما بين يديك. تجاهل بعض التصرفات وإهدار الوقت والمناورات داخل بيئة العمل، ولا تعمل على تشتيت ذهنك مطلقاً. لا تكتف بما أنت عليه: لا تقبل أن تكون الوظيفة هي نهاية المطاف إنما هي وسيلة لغاية أخرى هي الترقية، زيادة الدخل, النجاح وغير ذلك من الغايات. ففي الوقت الذي يكون فيه الآخرون في وقت الاستراحة أو في أوقات الإجازة بلا عمل حقيقي يجب عليك أن تبحث أكثر وتدرس أكثر وتنمي مهاراتك أكثر كي تتميز وتنمي مواهبك. 2 - تطوّع بحذر: قبل أن تتطوَّع لعمل ما يجب أن تفكر ملياً، فالإجابة ب»نعم» على كل شيء لا تميّزك فقد تثقلك بالأعمال فتظهر بمظهر المقصِّر غير القادر على أداء العمل. 3 - اجعل لنفسك بصمة خاصة: خَلْق بصمة خاصة بك يعني البحث عن جانب جديد مفيد في العمل لم يسبقك إليه أحد، وقد تكون مهارة بسيطة ككتابة تقرير جيد أو علاقات كثيرة أو فهم لنظام العمل وقدرة على تطويره وما أشبه ذلك. 4 - قلّل من الوعود وأكثر من النتائج: فالأقوال تصدّقها الأفعال. 5 - استمتع بما تقوم به: إذا لم تكن مستمتعاً بما تفعله، فما قيمة فعله؟ وإذا لم يكن هناك جانب من المتعة في عملك فلا جدوى إذن من أدائك له، فالظهور كشخص بائس في العمل والسخط على الوضع سيجعلك أكثر تشتتاً وأقل حماساً. احرص على أن تسلك المسلك الصحيح ليس أحياناً فقط، بل كل يوم. ليس في المواقف السهلة فحسب ولكن حتى في الأوقات الصعبة. كن إيجابياً وابحث باستمرار عن التميز والإبداع. وإني أقول لمن يريد النجاح عليك بهذه العناصر: (وضوح الهدف - المداومة والصبر - إتقان العمل). وأخيراً أقول: لا تنسوا أن تعتنوا بالجانب غير المرئي من أسباب النجاح وهو سلامة الصدر وحب الخير للآخرين وعليكم أن تبدؤوا بوالديكم وأهليكم ثم الأقرب فالأقرب وكلما هيأ الإنسان نفسه للإخلاص لله وبذل الخير ونفع الناس أعانه الله وسدَّده وكان نجاحه أقرب. وأعظم النجاح أن يحتاج إليك الآخرون ويفتقدونك إذا غبت عنهم ويشعرون بنقص في الحياة أثناء غيابك، حيث يصعب على غيرك تعويضهم عن فقدك. فَتىً عِيشَ في مَعروفِهِ بَعدَ مَوتِهِ كَما كانَ بَعدَ السَيلِ مَجراهُ مَرتَعا وقد يجد الشاب في نفسه فتوراً أو ضعفاً إذا نظر إلى النهايات لكبرها وضخامتها لكنه قد ينسى أن جميع العظماء كانت بداياتهم صغيرة أكثر مما تتخيّل لكنهم حرصوا على تنميتها ورعايتها وتهذيبها حتى أصبحت بعد أمد بعيد عظائم الأعمال التي نراها بعدما رحلوا. لهذا فإني أنصح الشباب بأن لا ينظروا إلى النهايات إلا من قبيل التحفيز لأنفسهم ولبعث الأمل في نفوسهم حينما يرقبون الفجر الباسم بإذن ربهم؛ وليعلموا أن كل عمل عظيم مهما بلغ من العظمة كان ذات يوم صغيراً أكثر مما تتخيلون. وأضرب مثالاً بأجمل القصور التي نراها هل وجدت هكذا فجأة أم بدأت لبنات صغيرة؟! لكن الذي جعلها ضخمة وجميلة كما نراها حينما تعجبنا بعد انتهائها هو متابعة العمل في بنائها وزخرفتها وتحسينها وهكذا جميع أعمالنا ستصبح جميلة ومعجبة لمن يراها بعد إكمالنا لها والعمل على تحسينها والعبرة بالخواتيم. (ومن يتوكل على الله فهو حسبه).